• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

ما أتعس الأشقياء حينما لا ينطلقون إلا من مبادئ بطونهم وفروجهم وأهوائهم ومصالحهم ودنياهم وكنوزهم وعروشهم وسادتهم وكبرائهم وعملائهم ويتركوا الحق جانباً غير عابئين بمصالح البلاد والعباد.

عندما تنتكس الفطرة وتتغير الأحوال وتتبدل الأولويات وتضيع الأهداف والغايات وتموت الضمائر والمبادئ والثوابت فانتظر الساعة.

حين يولى الأمر إلى غير أهله ويتكلم الرجل التافهة في أمر العامة ويصدق الكاذب ويكذب الصادق ويخون الأمين ويؤتمن الخائن ويوارى الشرفاء والعلماء أقبية السجون فانتظر الساعة.

الردة عن الحرية والديمقراطية والشورى والعدل والإنصاف علامة فاصلة للخيانة والتفريط والانتكاس على الأعقاب كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هى أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون.

وتجري سسن الله في كل فاجر يراها المؤمن رأى العين إن الله لا يصلح عمل المفسدين، وأن الله لا يهدي كيد الخائنين، ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا.

الحق والحرية غاية مهما تعددت الأسباب والدوافع والرايات، وما كان الحق أوضح منه في يومٍ من الأيام كما هو الآن، ومَن اختلف فيه مع هذا الوضوح لو نزل عليه الدجال غدًا، ربما لا يُفرِّق بينه وبين المسيح عيسى عليه السلام.

الحرية هى الحياة فمن فقدها فقد الحياة، وكم من مطامع المفسدين تمنع وتسلب حقوق الإنسان في الحياة، ولولا الحرية لكانت حياة الإنسان أشبه بحياة الدمى لا حراك فيها ولا روح، وإن شئت فقل أشبه بحياة الأنعام يأكلون ويشربون ولا يدركون للقيم سبيلا.

الحرية شمس مشرقة في جبين الإنسان والوطن، فمن حرمها حرم نور الوجود وعاش في ظلمة حالكة السواد، وإن شئت فقل عاش معيشاً ضنكا.

الحرية فكرة لن تموت فهى تجري مجرى الدم في العروق وتنبض بها القلوب

فشجرة الحرية تروى بدماء الأحرار حتى تعمق جذرها وتقوى ساقها وتنضج ثمارها الحرية، إن متنا في سبيها دبت بها الحياة وكان لنضالنا أثرا وذكرا.

فالطريق إلى الحرية يمر عبر الزنزانة والمشرحة والمقبرة.

يسرع كل طاغية الخطى نحو نهايته وهلاكه، يلهث خلف وهم وحلم وزعامة زائفة وطغيان (أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون)

ردة عن الحرية استخفافا بالعقول والحياة والدين والبعث والنشور

(فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين)

يقول الأستاذ سيد قطب:(واستخفاف الطغاة للجماهير أمر لا غرابة فيه; فهم يعزلون الجماهير أولا عن كل سبل المعرفة, ويحجبون عنهم الحقائق حتى ينسوها, ولا يعودوا يبحثون عنها ويلقون في روعهم ما يشاءون من المؤثرات حتى تنطبع نفوسهم بهذه المؤثرات المصطنعة، ومن ثم يسهل استخفافهم بعد ذلك ويلين قيادهم, فيذهبون بهم ذات اليمين وذات الشمال مطمئنين، ولا يملك الطاغية أن يفعل بالجماهير هذه الفعلة إلا وهم فاسقون لا يستقيمون على طريق, ولا يمسكون بحبل الله, ولا يزنون بميزان الإيمان)

الحرية أمل وعمل، جد واجتهاد، تضحية وفداء، وصبر وثبات.

حلم الملايين الكادحة المتعطشة للحق والعدل والحرية.

وسنصل لها يوما ما مادامت العزائم قوية والهمم عالية والأرواح تحلق في فضائها الرحب والحناجر تردد وتهتف لقد خلقنا الله أحرار ولن نستذل ولن نستعبد فنحن قوم لا نركع ولا نسجد ولا نحني الجباة إلا لله الواحد القهار.

أضف تعليقك