بعدما تفتق ذهن مخبر أمن الدولة وزير أوقاف الانقلاب عن الخطبة القصيرة المكتوبة وإلزام الخطباء بها وهى واحدة من وسائل أمن الدولة للسيطرة على المساجد وإخضاعها لسيطرة النظام الانقلابي بعد اختراعاته السابقة فهو صاحب اختراع عدم الاعتكاف في المساجد إلا بإقرار شخصي وموصى عليه، وهو الذي هدد بمطاردة من يصلي العيد في الخلاء، وبعد العيد خرج علينا وزير الغبرة باختراع جديد هو الخطبة الورقية!!
ومِن قبلُ مَنَع الصلاة في الزوايا وأمر بإغلاقها، وهو الذي منع منشور هل صليت على النبي اليوم بزعم أنه يحض على الإرهاب، وهو الذي طالب بمنح الضبطية القضائية لعمال المساجد، وتسبب في عزل خطباء اهتزت لهم أعواد المنابر!!
ولفت نظري أن أحد عواجيز النظام الانقلابي الذي أفنى عمره في النفاق والتطبيل لنظام المخلوع والذي بشرنا أن زعيم عصابة الانقلاب سيفتح القدس مرة أخرى مثلما فعل من قبل صلاح الدين الأيوبي!! اعتبر أن القرار سيجمد الخطيب ويمنعه من الاجتهاد والإبداع في خطبة يوم الجمعة، بالإضافة إلى أن المنبر ليس مكانًا لطرح الآراء الشخصية، ثم عاد وغير أقواله كما هي عادة القوم وعلى طريقة المعلم حنفي هتنزل المرة دي قائلا: وزير أوقاف الانقلاب أخبره أن الخطبة المكتوبة لغير المتمكنين ولن تطبق على المتمرسين، وأن الخطبة ستكون اختيارية أو استرشادية، وأنه تم استبعاد قرار معاقبة الأئمة غير الملتزمين بخطبة أمن الدولة المكتوبة!!
وكان مخبر أن الدولة وزير أوقاف الانقلاب في كلمة له أمام لجنة الشئون الدينية ببرلمان العسكر قال: إن موضوع الخطبة المكتوبة ليس له أي أبعاد سياسية!! يكاد المريب أن يقول خذوني! واستمر في كذبه وتضليله أمام نواب برلمان مرجان قائلا : لا يمكن التدخل في مسألة الخطاب الديني فمصلحة الوطن من مصلحة الدين!! ولا يمكن إدخال الدين في القضايا الحزبية والتوظيف السياسي، الدين لله وكلكم تابعتم الانتخابات وأتحدى أن يكون مسجد واحد استخدم سياسيًا!!
هذا الكذاب الأشر الذي أصدر بيانا عبر أوقاف الانقلاب اعتبر فيه أن الدعوة للخروج على زعيم عصابة الانقلاب خيانة وعمالة واضحة للرد على تصاعد الدعوات التي تدعو لرحيله أو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة!! و أنه لا بد من الاصطفاف خلف زعيم عصابة الانقلاب وخلف عسكر كامب ديفيد في مواجهة الإرهاب وفي معركة البناء والتعمير، وقطع يد دعاة الفوضى والتخريب من الخونة والعملاء!!
أليست هذه سياسة يا بلحة؟!!
كما استشهد مخبر أمن الدولة بخطبة النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع التي لم تزد عن 12 دقيقة ولا أدرى من الذي أخبر هذا الأفاك بذلك والدليل الذي استند إليه ؟
ولأن الرجل حريص على مصلحة الوطن والمواطنين فقال: إن القصد من ذلك: التخفيف على المواطنين وأنه لما خطب من ورقة كانت حوالي 22 دقيقة، وفي بعض الأحيان يكون بعض الأئمة في لحظات حماس وانفعال فيمكن حينها التحدث في مواضيع ربما يندم عليها بعد ذلك، وبالتالي لا يوجد تضييق ولكن الموضوع مش فوضى!!
وعلى طريقة زعيم عصابة الانقلاب الذي وقف بجواره أتوبيس النقل العام على كورنيش الإسكندرية وقال له الركاب متخافش إحنا معاك، قال مخبر أمن الدولة : العديد من الأئمة قالوا لي إحنا معاك ومقتنعين بالخطبة الموحدة ولن أسمح للمتطرفين والمتعصبين أن يختطفوا المنابر وينشروا الأفكار الهدامة والتطرف!!
ونحن بدورنا ندعم قرارات وزير أوقاف الانقلاب مخبر أمن الدولة ونتحفه ببعض الاقتراحات العملية التي تساعد أمن الدولة وأوقاف الانقلاب على أداء رسالتها الانقلابية!!
فطالما أن الخطبة موحدة يمكن تسجيلها على شريط كاسيت أو فلاشة بصوت أحد الخطباء وتشغيلها في المسجد عبر مكبر الصوت، ويقف الخطيب على المنبر ليقوم بدور خيال مآتة فوق المنبر!!
أو التعاقد مع دولة اليابان أو حتى الصين لشراء صفقة روبوتات آلية توزع على كل مساجد أوقاف الانقلاب لإلقاء الخطبة وهذا سيوفر الكثير على الوزارة وعلى المواطنين الذين يشترون أدوية الضغط والسكر بعد كل خطبة، زد على ذلك أن الربوت لا يكذب ولا يتجاوز الوقت المحدد وليس له انتماءات سياسية أو حزبية! لكن الواقع أن كثيرا من خطباء المساجد الذين يتم اختيارهم في الغالب مجموعة لا تصلح لتحمل رسالة المسجد وأمانة الدعوة، بل منهم من لا يصلحون حتى للنداء في الأسواق على السلع أو في المزادات العلنية، والناس لا يلجأون إليهم لسؤالهم في المسائل التي تعرض لهم لعدم ثقتهم بهم وفى سلوكياتهم التي لا تليق بمن يشغل هذه الوظيفة!
وكم كان دور الأئمة والخطباء فعالا في خدمة المجتمع وتعليم الناس الخير ومحو الأمية والقيام بأدوار اجتماعية مميزة في المصالحات وفض المنازعات بين المتخاصمين!
وهنا سوف تثور مشكلة إذا ما تم تسريب خطبة الجمعة من ليلة الخميس فماذا يصنع المصلون هل ستكون صلاتهم صحيحة بعد تسريب الخطبة على مواقع التواصل الاجتماعي ؟ فهل نعيد الصلاة على غرار واقعة إعادة امتحان مادتي التاريخ والديناميكا للثانوية العامة باعتبار أن تعليم الانقلاب ووزيرها الجهول شقيقة أوقاف الانقلاب ؟
ومخبر أمن الدولة الذي باع دينه بدنيا العسكر يدعم النظام الانقلابي ويعمل على تثبيت أركانه حتى يبقى في وزارته ولو كان بإغلاق المساجد والسعي في خرابها وإبعادها عن رسالتها!!
أضف تعليقك