منذ ثانية واحدة
كان معروفا في مصر، وما زال، أن ابن الضابط بيطلع ضابط، وابن الدكتور بيطلع دكتور، وابن المهندس بيطلع مهندس، وابن عامل النظافة يمنعه القضاة صراحة من أن يمتهن غيرها، ولكن في مصر الآن تتغير المعادلة، فأبناء من يدعونهم إرهابيين قهروا ظلمهم وأصبحوا متفوقين، ولا عزاء للمنقلبين.
بعد أن امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بالتهنئة لأبناء وبنات الشهداء والمعتقلين والمطاردين من الإخوان، لحصدهم أكثر من ثلثي المراكز الأولى للثانوية العامة على مستوى الجمهورية هذا العام، فقد إعلام الانقلاب صوابه، فبينما يتهم المحامي خالد أبو بكر وزير التعليم بالفشل، تصرخ مذيعة أخرى: "هما كان عندهم نفس يذاكروا إزاي.. لازم الحكومة تعمل كشف هيئة للطب والهندسة زي الحربية والشرطة، كده ومش كل حاجة المجموع".
بعد أن تسمع هذا الكلام، تصاب بالغثيان، وتشعر بالأسف لأن أمثال هؤلاء يتحدثون بمثل هذا الحديث العنصري ولا يمنعهم أحد. تشعر أنك تود أن تصل لكل طالب من هؤلاء ممن ذاكروا وأجريت لهم الامتحانات في السجون؛ وأن تعتذر لهذه التي اعتقل أبوها، وكانت بين زيارة في السجون وجلسة في المحكمة، فتجتهد فتكون الأولى على الجمهورية.
عذرا يا "أميرة" لم يعد للإنسان في مصر الانقلاب مكان، عذرا لأن وزيرا فاشيا عنصريا لم يتصل بك للتهنئة، فهو لا يجيد يا عزيزتي الهجاء. يكفيك أن قلوبا تحبك حول العالم، يهنئونك ويقدرون ما فعلته وسط هذا العناء.
إلى كل أم تحملت وصبرت ورابطت بين إعداد الزيارة للأب المعتقل وتدبير نفقات العيش والوقوف بجانب أبنائها ليتفوقوا، والله كلمات العالم لا تصف بطولتكم، والله أنتم تاج فوق رؤوسنا جميعا.. فيا كل طلاب مصر أدام الله سلمكم وأدام عز آبائكم؛ تذكروا زملاءكم هؤلاء، فرغم الآسى والعنت، ورغم الدمار النفسي الذي يخلفه اعتقال الأب أو استشهاد الأخ، تفوقوا.. تذكروهم لأن هؤلاء من سينقذون مصر إن شاء الله عما قريب، فهم رغم كل هذه المعاناة والفشل وتسريب الامتحانات والأجواء الكارثية التي تعيشها مصر تفوقوا.
مصر تنحدر الآن نحو الهاوية، فالعلماء والمفكرون في السجون أو مطاردون، أما أرباب الرقص والفساد فهم في قصورهم يتنعمون، وها هم أبناء "الإرهابيين" يحصلون على أعلى الشهادات، ولكن لن تجد لهم مكانا إذا بقي هذا النظام الذي اخترع جهاز الكفتة ولخّص حل أزمة الطاقة في "اللمبة" الموفرة!!
ولكن يبقى شيء يبعث على الأمل، وهي حالة التضامن التي شهدها المجتمع المصري ردا على تصرف هؤلاء الحمقى العنصريين، فهم في وادٍ وأصحاب العقول في مصر أصبحوا في واد آخر، فانهالت التبريكات على هؤلاء الطلاب من كل الاتجاهات، فلا تفرقة ولا ألوانا سياسية تمنع.. هذا موقف إنساني يا سادة، فلا تقتلوا كل شيء، فما زلنا في حاجة إلى الوطن.
طلابنا الأعزاء نتمنى لكم التوفيق في وطن حر خال من الفساد والاستعباد والقمع والتنكيل.. وطن للشباب الواعي الناضح الحالم بغد أفضل.
بعد أن امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بالتهنئة لأبناء وبنات الشهداء والمعتقلين والمطاردين من الإخوان، لحصدهم أكثر من ثلثي المراكز الأولى للثانوية العامة على مستوى الجمهورية هذا العام، فقد إعلام الانقلاب صوابه، فبينما يتهم المحامي خالد أبو بكر وزير التعليم بالفشل، تصرخ مذيعة أخرى: "هما كان عندهم نفس يذاكروا إزاي.. لازم الحكومة تعمل كشف هيئة للطب والهندسة زي الحربية والشرطة، كده ومش كل حاجة المجموع".
بعد أن تسمع هذا الكلام، تصاب بالغثيان، وتشعر بالأسف لأن أمثال هؤلاء يتحدثون بمثل هذا الحديث العنصري ولا يمنعهم أحد. تشعر أنك تود أن تصل لكل طالب من هؤلاء ممن ذاكروا وأجريت لهم الامتحانات في السجون؛ وأن تعتذر لهذه التي اعتقل أبوها، وكانت بين زيارة في السجون وجلسة في المحكمة، فتجتهد فتكون الأولى على الجمهورية.
عذرا يا "أميرة" لم يعد للإنسان في مصر الانقلاب مكان، عذرا لأن وزيرا فاشيا عنصريا لم يتصل بك للتهنئة، فهو لا يجيد يا عزيزتي الهجاء. يكفيك أن قلوبا تحبك حول العالم، يهنئونك ويقدرون ما فعلته وسط هذا العناء.
إلى كل أم تحملت وصبرت ورابطت بين إعداد الزيارة للأب المعتقل وتدبير نفقات العيش والوقوف بجانب أبنائها ليتفوقوا، والله كلمات العالم لا تصف بطولتكم، والله أنتم تاج فوق رؤوسنا جميعا.. فيا كل طلاب مصر أدام الله سلمكم وأدام عز آبائكم؛ تذكروا زملاءكم هؤلاء، فرغم الآسى والعنت، ورغم الدمار النفسي الذي يخلفه اعتقال الأب أو استشهاد الأخ، تفوقوا.. تذكروهم لأن هؤلاء من سينقذون مصر إن شاء الله عما قريب، فهم رغم كل هذه المعاناة والفشل وتسريب الامتحانات والأجواء الكارثية التي تعيشها مصر تفوقوا.
مصر تنحدر الآن نحو الهاوية، فالعلماء والمفكرون في السجون أو مطاردون، أما أرباب الرقص والفساد فهم في قصورهم يتنعمون، وها هم أبناء "الإرهابيين" يحصلون على أعلى الشهادات، ولكن لن تجد لهم مكانا إذا بقي هذا النظام الذي اخترع جهاز الكفتة ولخّص حل أزمة الطاقة في "اللمبة" الموفرة!!
ولكن يبقى شيء يبعث على الأمل، وهي حالة التضامن التي شهدها المجتمع المصري ردا على تصرف هؤلاء الحمقى العنصريين، فهم في وادٍ وأصحاب العقول في مصر أصبحوا في واد آخر، فانهالت التبريكات على هؤلاء الطلاب من كل الاتجاهات، فلا تفرقة ولا ألوانا سياسية تمنع.. هذا موقف إنساني يا سادة، فلا تقتلوا كل شيء، فما زلنا في حاجة إلى الوطن.
طلابنا الأعزاء نتمنى لكم التوفيق في وطن حر خال من الفساد والاستعباد والقمع والتنكيل.. وطن للشباب الواعي الناضح الحالم بغد أفضل.
أضف تعليقك