• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

شن الكاتب الصحفي عبد الناصر سلامة رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" السابق، هجومًا شرسًا على سلطات الانقلاب، مشيرًا إلى أن الكذب لديهم: " سلوك عام، طبائع بشرية، تنشئة اجتماعية".
 
وقال سلامة في مقاله بـ"المصري اليوم" تحت عنوان "اللي يكذب بيروح النار" إنه - والشعب - تعرضوا لخديعة من مسؤول قال إن مشروعه سوف يجلب 100 مليار دولار للدولة ، قائلًا: "قد يخدعنا أحدهم بأن هذا المشروع أو ذاك سوف يجلب للدولة 100 مليار دولار سنوياً، نحن نصدقه، رغم أن الكلام ليس منطقياً، ويظل المسؤول يكذب، حتى يصدق نفسه فى النهاية، ويطلب الاعتراف بالمشروع، وتخصيص يوم سنوى للاحتفال". 
 
وأكد أن المكاسب المادية التي تم ترويجها "تصريحات مسؤولين"، يعنى «كلام والسلام»، توقيعاتهم يُطلق عليها «تأشيرات سياسية»، أى ليست للتنفيذ، أنشطتهم يُطلق عليها «شو إعلامى»، أى للتصوير واستهلاك الوقت، رغم ذلك نصدقهم أحياناً، بل كثيراً، لأننا نريد أن نصدقهم، نأمل أن يكونوا صادقين، رغم تكرار الكذب، اعتدنا ذلك، لا نريد أن نتعلم، لذا كان الحال هو الحال، وتستمر الدورة".
 
وأوضح رئيس تحرير "الأهرام" السابق أن سلطات الانقلاب الكاذبة تطلب عقد مؤتمر صحفى عالمى لإعلان الكذب، "قد يكذب أحدهم بأن هذا المؤتمر أو ذاك سوف يجلب أموالاً لا حصر لها، ويظل يكذب، والشعب يصدق، لا يتعظ، لا يستفيد من تجارب الماضى أبداً، لذا تستمر الدورة أيضًا". 
 
وتساءل: "على مَن تقع المسؤولية، على المسؤول الكذاب، أم على المواطن الذى لا يريد أن يفهم، الذى لا يحاول الاستيعاب، الذى لا يتعلم من تجارب الماضى، شرعاً: المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين، منطقياً: لا يجوز أن يخضع شعب ما لنفس الحالة نصف قرن أو أكثر من الزمان، إذن هى مسؤولية المواطن بالدرجة الأولى، قد تكون مسؤولية مشتركة أحياناً، إلا أن النتيجة واحدة، التخلف والتشرذم والقهر".
 
وأشار إلى ما تم كذبه في العهود السابق مثل عهد عبد الناصر حينما روجوا إلى أننا وصلنا الفضاء، اخترعنا الذرة، صنعنا الصواريخ العابرة، اكتشفنا بحور النفط، أنهار الغاز، جبال الذهب، وصلنا تل أبيب، كل ذلك للأسف كان كذباً، حتى كانت الهزيمة، واستمرت الدورة، حتى كان الوعد بعام الرخاء 1980، الذى لم يأتِ حتى الآن، واستمرت الدورة حتى كان ما كان، مما نحن فيه الآن".
 
وقال سلامة " لم يحدث فى دولة من دول العالم الثالث أن وقف أحد المسؤولين أمام القضاء بتهمة الكذب على الشعب، لم يحدث أن عوقب أحد المسؤولين الذى اعتاد الكذب مع سبق الإصرار"، موضحا اننا نتحرى الكذب، فى بلاد لا تعترف العقيدة الدينية فيها بذلك الشخص الكاذب: «أيكون المسلم كذاباً يا رسول الله؟، قال: لا»، أيضاً «لايزال الرجل يكذب حتى يُكتب عند الله كذابا»، أيضاً «آية المنافق ثلاث»، من بينها أنه «إذا حدَّث كذب»، أيضاً «الصدق منجاة المؤمن»، أيضاً «الصدق يؤدى إلى الجنة»، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) آية 119 سورة التوبة.
 
وقال سلامة: "كان يجب أن نعتمد فى وظائفنا الرسمية، أو فى مكاتبنا الحكومية، «البشعة» التى اعتمدتها المجالس العرفية البدوية، للتفريق بين الكاذب وغير الكاذب، تلك القطعة الحديدية المتوهجة ناراً، ليلعقها ذلك المسؤول أو ذاك، فى أعقاب كل تصريح أو مؤتمر صحفى، فإن التصقت بلسانه كان كاذباً، وإلا فلا، مادام قَسَم اليمين الرسمية لم يأتِ بنتائج إيجابية على كل المستويات، ومادامت القوانين السائدة لم تمنع الكذب وغيره من المخالفات الأخرى، كالرشوة والاختلاس والغش وغير ذلك من أوجه الفساد، والأهم من كل ذلك ما دام المسؤول لا يدرك بعد كل هذا العمر أن الكذب سوف يؤدى به فى نهاية الأمر إلى النار".

أضف تعليقك