العزة لله ولرسوله وللمؤمنين لا غير ، ولهذا قال سبحانه:( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) والعزة التى اختص الله تعالى بها المؤمنين ، وجعل المؤمن ثالث ثلاثة فى العزة بعد الله تعالى وبعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هذه العزة ليست للمؤمن من قبيل التشريف فحسب ، بل وتكليف لمهمه سامية وهى إبلاغ رسالة الله تعالى إلى الناس كافة فهى عزة قوة ، وعزة منعة ، وعزة قهر ، وعزة عمل وحركة للأمام للتمكين لدين الله (الذين إن مكناهم فى الأرض أقامو الصلاة وآتو الزكاة وأمرو بالمعروف ونهوا عن المنكر ....) ، فالمؤمن يعتز بإيمانه بالله سبحانه وتعالى اعتزازا يملك عليه نفسه فينال بذلك ، العزة فى الدنيا والآخرة وهذة العزة عزة دائمة وباقية وأصيلة .
دائمة : لأنها لا تفارق المؤمن فى عسره ويسره ، فى رئاسته وسجنه ، فى قصره وزنزانته ، فى توليته وعزله ، فى قيادته وجنديته. باقية : لأنها ستبقى معه حتى فى الدار الآخرة لأنها مستمدة من الخالق العزيز سبحانه وهو باق أبدا .
أصيلة : لأن العزة بغير الله فاسدة خادعة لا وجود لها فى الحقيقه ولا دوام لها فى الواقع، ولقد اعتز الفسقة من المصريين بفرعون (بعزة فرعون ) فقد اذلهم وأهانهم ورضوا هم بالذل والهوان والضنك ، وصفقوا له حتى وضع نفسه فى كفة وهم فى كفة ورأى ورأو معه أن كفته هى الأرجح والأفضل ! (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ) لماذا لأنهم فسقة دون (قَوْماً فَاسِقِينَ )
ولهذا استدركوه _دكر_ وحملو البيادات فوق رؤسهم رجالاً ونساء بل والأطفال البريئة فعلوا ذالك إرضاء لآباء يعشقون الذل ويرفضون للعزة ، بل خرجت النساء زوجات وأمهات وأخوت وبنات ، ولا أدرى هل خرجن بإذن أشباه الرجال ؟ أم بدون إذن للرقص فى كل محفل وكل شارع وكل مناسبة ومن غير مناسبة ؟!! .
وفوق كل ذالك أعطوه تفويضاً وأمراً كما طلب _فسقة_ ليقتل موسى ممثلا للحق والعدل والشرعية _ موسى بالواو وليس بالراء _ خوفاً على دينهم وعقيدتهم !! (ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) فما معنى ذرونى ؟ يعنى تفويض وأمر من الفسقة .
ومن موسى؟ نبى الله ممثلا للحق والعدل والشرع والشرعية .
وماهو الدين الذى يخشى من تبديله ؟ (أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى) (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي) (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ) أنا صاحب القرار ، محدش يسمع حد غيرى اسمعونى بس ، اللى ميرضيش ربنا احنا معاه وبندعمه ، فهذة عزة فرعون التى تشبث بها المصريون الفسقة قديماً وحديثاً .
أما موسى فقد استمد عزته من الله العزيز لا غير ،فماذا كانت النتيجة ؟ أذل الله فرعون وكل فرعون ذليل وضيع ومن معه أذلة دون ، فقد نفقوا فى البحر كما تنفق البهائم ، وأعز موسى (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) فذلك وعد الله (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ( 61 ) قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) فقد أعز الله من اعتز به مع ضعفه وأذل من اعتز بغيره مع قوته وبطشه .
فالمؤمن لا يخاف الضر لأنه بيده سبحانه ، ولا يرجو الخير إلا من الله سبحانه _ والذى يجعل الإنسان ذليلاً دونياً فى الحياة هو خوفه من غير الله ،ورجاء الخير من غير الله ، لكن إيمان المؤمن بالقضاء والقدر يجعله عزيز النفس كريم الخصال شديد البأس قوى الشكيمة ، قال سبحانه (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ، قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ )
أضف تعليقك