• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانيتين

تمر اليوم الاثنين، 29 أغسطس الذكرى الخمسين لإعدام الشيخ المناضل، مفخرة العلماء سيد قطب رحمه الله تعالى، الذي ارتقى إلى منازل الشهداء عام 1966 ، صاحب المواقف الجليلة والمشاهد النبيلة.

ففي مثل هذا اليوم، أعدم نظام العسكر بقيادة جمال عبد الناصر، الشيخ الشهيد سيد قطب، بعد تاريخ حافل من الكفاح ضد الظلم والطغيان، والإنتاج الأدبى والفكرى، مؤكدًا أنه "لن يعتذر عن العمل مع الله" مهما كانت التضحيات.

من هو الشهيد سيد قطب

سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي، ولد فى 9 أكتوبر عام 1906 بقرية "موشا" بمحافظة أسيوط، وأتم حفظ القرآن الكريم خلال 3 سنوات وتحديدًا فى 11 من عمره، ثم تدرج فى التعليم ليحصل على شهادة البكالوريوس في الآداب من كلية دار العلوم عام 1933.

ثم اضطر أن يعمل مدرسًا ابتدائيًا حتى يتمكن من إنهاء دراسته بكلية دار العلوم، إلى أن تخرج وعين بوزارة المعارف في مطلع الأربعينيات ثم عمل مفتشًا بالتعليم الابتدائي في عام 1944 وبعدها عاد إلى الوزارة مرة أخرى، حيث عمل مدرسًا حوالي ست سنوات، ثم سنتين في وزارة المعارف بوظيفة مراقب مساعد بمكتب وزير المعارف.

حصل سيد على بعثة للولايات المتحدة في 3 نوفمبر 1948 م من وزارة المعارف للتخصص في التربية وأصول المناهج، وكان يكتب المقالات المختلفة عن الحياة في أميركا وينشرها في الجرائد المصرية، وعاد عام 1950 م، وفي نفس العام انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين.

كانت بداية العلاقة بين سيد قطب والإخوان المسلمين هو كتاب العدالة الاجتماعية في الإسلام وفي الطبعة الأولى كتب في الإهداء:
"الفتية الذين ألمحهم في خيالي قادمين يردون هذا الدين جديدًا كما بدأ يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون".

وفهم الإخوان المسلمون أن هذا الإهداء يعنيهم هم فأصبحوا يهتمون بأمره ويعتبرونه صديقًا لهم إلى أن انضم فيما بعد إلى الحركة وأصبح مسؤولًا للقسم الدعوي فيها.

حاول جمال عبد الناصر أن يحتوي سيد قطب قبل انضمامه للإخوان عندما انشق هو عنهم وأسس هيئة التحرير فأقامت الهيئة لسيد قطب احتفالاً كبيراً وعندما قام سيد متحدثًا قال أنه متهيء للسجن ولما هو أكثر من السجن فقام جمال وعاهده على الدفاع عنه.

كان جمال عبد الناصر يعلم المكسب العظيم من انضمام سيد للهيئة فعرض عليه استلام وزارة المعارف فرفض سيد هذا العرض وأعلن انشقاقه عن هيئة التحرير، وهكذا انضم سيد قطب إلى صفوف الإخوان.

انضمامه لجماعة الإخوان

انتمى سيد قطب للإخوان بشكل متأخر في سنة 1953 تقريبا، وعينه المرشد العام حسن الهضيبي رئيسًا لقسم الدعوة خلفًا للبهي الخولي الذي أنضم إلى عبد الناصر في عام 1954 ورأس سيد قطب تحرير مجلة الإخوان المسلمين.

وبدأ قطب أن يخوض مع الإخوان معاناتهم التى بدأت عام 1954 بعد حادث المنشية - الذي كان أقرب للتمثيلية - ، حيث اتُهم ضمن قرابة ألف من الاخوان بمحاولة اغتيال عبد الناصر.

حُكم على "قطب "بالسجن 15 عاما ذاق خلالها صنوفًا من العذاب التى يتفنن العسكر فى إبداعه، حيث ذاق فيها صنوفًا من التعذيب إضافة إلى أمراضه في الكلى والمعدة والرئة وقد أصيب من جراء التعذيب بنزيف رئوي شديد وذبحة صدرية،  ليخرج بعفو صحفى عام 1964 بعد تدخل الرئيس العراقى عبد السلام عارف للإفراج عنه.

لكن سرعان ما تجددت الأزمة مره أخرى عندما قبض على شقيقه "محمد قطب" فبعث سيد قطب برسالة احتجاج إلى المباحث العامة فقبض عليه هو الآخر فى 9 أغسطس عام 1965.

واعتقل قطب بتهمة التحريض على حرق معامل حلوان لإسقاط الحكومة كما حدث في حريق القاهرة، عمل سيد خلال فترة بقائه في السجن على إكمال أهم كتبه : التفسير الشهير في ظلال القرآن وكتابه معالم في الطريق والمستقبل لهذا الدين.

وقد جعل قطب من السجن مكانًا لانتاجا رائع من مؤلفاته الإسلامية، ووصفه رفاقئه بأنه لم يكن سجينًا ذليلًا فعندما كان يقدم أهله له الدجاج في السجن كان لا يذوقه ويقدمه لإخوانه المساجين.

 وقد كان ثباته ومعاندته للباطل ممتدة إلى أن فارقت روحه هذه الدنيا فقد حوكم من قبل القاضي فؤاد الدجوي بمحاكمة عسكرية إلى أن حكم عليه بالإعدام.

إعدامه

عرض على سيد قطب في يوم تنفيذ الإعدام وبعد أن وضع على كرسي المشنقة أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة ويتم إصدار عفو عنه فقال : " لن أعتذر عن العمل مع الله، فقالوا له إن لم تعتذر فاطلب الرحمة من الرئيس، فقال :"لماذا أسترحم؟ إن كنت محكومًا بحق فأنا أرتضي حكم الحق وإن كنت محكومًا بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل".

كان سيد قطب يبتسم عندما سيق إلى المشنقة ابتسامةً عريضة نقلتها كاميرات وكالات الأنباء الأجنبية حتى أن الضابط المكلف بتنفيذ الحكم سأله، من هو الشهيد؟! فرد عليه سيد قطب بثباتٍ وعزيمة "هو من شهد أن شرع الله أغلى من حياته"، وقبل أن ينفذ الحكم جاءوه برجل من الأزهر فقال له "قل لا إله إلا الله" فرد عليه سيد قطب : "وهل جئتُ هنا إلا من أجلها" وتم تنفيذ حكم الإعدام ونفذ فيه في فجر الإثنين 13 جمادى الأولى 1386 هـ الموافق 29 أغسطس عام 1966 م.

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك