بالتزامن مع حالة الانفلات الأمني التي تعانيه محافظة الشرقية انتشرت الفوضى في تلك المحافظة، وتمثلت في وجود الباعة الجائلين والمتسولين في كل مكان واحتلالهم الأرصفة والمحطات والميادين العامة، الأمر الذي حول الشوارع والطرقات إلي أسواقاً تجارية عشوائية.
الباعة الجائلين والمتسولين
وانتشر الباعة الجائلون في ميدان عرابي أمام محطة قطارات الزقازيق وميادين الزراعة والقنطرة والمنتزه بخلاف مدن وقري المحافظة بشكل عام، مما جعل السير في شوارع المدينة معاناة حقيقية وعذابًا يوميا بسبب إمبراطورية الباعة الجائلين، وذلك في ظل غياب القانون والرقابة عن مجالس المدن وشرطة المرافق.
وتعد غياب الرقابة الدورالرئيسي في تشجيع البلطجية والخارجين علي القانون والباعة الجائلين والمتسولين علي التمادي في المخالفات وعرض المنتجات مجهولة المصدر والخضر والفاكهة والملابس القديمة والأجهزة المستخدمة وغيرها من البضائع التالفة.
الانفلات المروري
بالإضافة إلي الانفلات المروري بالمحافظة سواء بركن السيارات في الممنوع وغياب أفراد الشرطة من الشارع الشرقاوي وانتشار التوك توك وظهوره داخل مدينة الزقازيق عاصمة المحافظة بدون ترخيص، ومن الغريب أيضًا قيام سائقي التوك توك بتخصيص تحت الكوبري الجديد مكانًا للموقف الخاص بالتوك توك دون ترخيص أو تصريح من مجلس المدينة بذلك، كما تسبب التوك توك الذي يصول ويجول في شوارع المدن والقري في العديد من المشاكل وارتكاب الجرائم، وساهم أيضًا في زحام الشوارع والفوضي المرورية حيث يعاني المواطنون صعوبة في السير علي الأقدام.
الاتاوة
كما انتشرت ظاهرة البلطجة والآتاوات، ولكن في ثوب جديد وتحت مسمي اللجان الشعبية حيث يستغل بعض البلطجية والخارجين علي القانون غياب الأمن وعدم الأستقرار وقاموا بفرض إتاوات علي أهالي المدن والقري بدعوي حماية الامن، ولبلطجتهم أشكال عدة سواء باعتراض طريق المواطنين وأخد أموالهم بالقوة ثم تركهم او بالتحفظ علي أوراقهم الشخصية.
وعلي الرغم من حملات إزالة الإشغالات التي تستهدف مناطق عديدة داخل مدينة الزقازيق وبعض المراكز الأخري مثل منيا القمح وبلبيس والعاشر من رمضان وفاقوس، الا أن الباعة الجائلين عادوا ثانية واحتلوا الشوارع مرة أخري بعد مرور يوم واحد من حملات الإزالة.
لتصبح تلك الحملات مجرد مسكنات لا تهدف لحل المشكلة حيث لا يلبث أن تتم الإزالة ليعود الباعة الجائلين في اليوم التالي، فنجد تصرف المسئولين الآن لم يختلف كثيرا عن النظام السابق وفهم يتصرفون في إطار إدارة الأزمة وليس إدارة الدولة، فنجدهم لا يبحثون عن حلول جذرية لأي مشكلة ويكتفون فقط بأعمال هامشية والتصريح بالحفاظ علي المظهر الحضاري للمدينة.
وسبق و قرر محافظ الشرقية اللواء خالد محمد سعيد إقامة 152 محلا تجاريا بمنطقة أبوعميرة بالزقازيق، وتوزيعها على الباعة الجائلين، لمواجهة هذه الظاهرة ورفع الإشغالات من المنطقة وتيسير الحركة المرورية بها، لكن هذا القرار لم ينفذ.
ووجه المحافظ بإعداد خطة شاملة لإزالة كافة الإشغالات بنطاق المحافظة، ومضاعفة الغرامات والرسوم المستحقة عليها، بهدف فتح الشوارع أمام السيارات وإعادة الوجه الحضاري لمختلف المدن، مع تفعيل منظومة النظافة والجمع المنزلي للقمامة، لخلق بيئة نظيفة وجو صحي، وحتى الان لم ترى هذة الخطة النور للتنفيذ.
أضف تعليقك