• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أما أن الانقلاب سينكسر وهو إلى زوال، فهو زائل لا محالة، هذه حقيقة لا مراء فيها، ليس بناء على تحليلات خبراء أو آراء استراتيجيين أو دراسات سياسية ولكن لأنه وعد قرآني غير مكذوب جاء في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

أولا:- الانقلاب فساد على مستوى البشر والشجر وعلى مستوى البلاد والعباد والله يقول" إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) يونس

ثانيا:- الانقلاب خيانة فهو خيانة لله وخيانة لإرادة الأمة وخيانة للرئيس الشرعي المنتخب والله تعالى يقول " وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52) يوسف

ثالثا :-الانقلاب تم بدعم ومساعدة ومؤازرة دول الكفر والطغيان باعترافات الانقلابيين أنفسهم وهذا الدعم إلى زوال لا محالة يقول الله تعالي" ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ" (18) الأنفال وقد رأينا بوادر ذلك

رابعا :- تحالف مع الانقلاب أشتات لا يجمعهم إلا كره الإسلام فاجتمع على دعمه المسيحي مع الملحد مع العلماني الكاره للدين مع أهل الفسق والأهواء مع أصحاب البدع والخرافات وقد توعد الله بإلقاء العداوة بينهم قال تعالى" وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّه (64) المائدة .وقال تعالى " بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14) وقد رأينا ذلك

خامسا :- الانقلاب قام على الظلم واكل أموال الناس بالباطل والأكاذيب والافتراء وتلفيق الاتهامات وقد قضي الله بالخيبة على المفترين والظالمين قال تعالى " وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61) طه " وقال تعالى " وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) طه

ومن هنا فيقيننا أن الانقلاب حتى لو أخذت أرضه زخرفها وأزينت وظن أهله أنهم قادرون عليها وأنهم باقون ومستقرون سيقسط لا محالة تلك سنة ماضية ووعد إلهي غير مكذوب .

ومن ثم فالواجب الاعتقاد اليقيني بزواله والعمل على مقاومته والوقوف في وجهه وعدم مساعدته بأي وجه وعدم الركون إليه أو التعاون معه وينبغي الانشغال بدعم صمود المقاومين له وليس الانشغال بتصور نهايته وشكلها فالتوغل في سيناريوهات نهاية الانقلاب يصيب النفس بالتوتر والملل كما يصيب البعض بالإحباط فضلا عن أنه يخالف السنن الكونية في هلاك الظالمين .

فالمتتبع كيف عامل الله القرى الظالمة وحركات الانحراف في التاريخ يجد أن الله لا يُعاقب الظالمين بطريقة واحدة " فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40) العنكبوت .

ويجد ان الله يباغتهم " وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53) العنكبوت . ويقول تعالى " فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) الأنعام.

ويجد ان العذاب يأتيهم من حيث لا يحتسبون ولا يتوقعون " فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) الحشر والظالمون لا تخطر على بالهم طريقة نهايتهم ولا كيفية عقابهم " وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47الزمر

فما هلك الظالمون بطريقة كانوا يتصورونها وما ثورة يناير منكم ببعيد فلم يكن احد يتصور الطريقة التي سقط بها حسني مبارك عن الحكم ولا هو تخيل ذلك ولا حذاق العلوم السياسية فلماذا الانشغال بسيناريوهات نهاية الانقلاب وما يستتبعها من مبادرات إن التوغل في سيناريوهات نهاية الانقلاب يصيب النفس بالتوتر والملل والحياة في رحاب الأمل بالنصر المؤكد يضفي على القلب راحة وفي النفس سكينة سيسقط الانقلاب بطريقة لم تخطر على بال احد ولا تخطر على بال الانقلابيين هكذا تعلمنا من القران حتى لا يحتاط ظالمٌ فيطمئن، وليموت قلقاً قبل الموت حقيقة

أضف تعليقك