الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد؛
فإن ما يجري الآن من سياسات حمقاء على يد قادة الانقلاب العسكري الغادر، واستهتارهم بأحوال الشعب المعيشية، وما يمس ضروريات حياته، قد وصل إلى درجة خطيرة تهدد استقرار البلاد، وتقود إلى فشل الدولة وانهيارها بالكامل.
وسبق أن حذر الإخوان المسلمون، ومعهم كل الوطنيين الشرفاء، من خطورة سيطرة العسكر على مؤسسات الوطن وثرواته دون حسيب أو رقيب، مما أدى إلى هذا الغلاء الفاحش الذي يكتوي به المجتمع المصري كله، وما أصاب العملة المصرية من انهيار غير مسبوق، إضافة إلى توقف شبه كامل للاستثمار، وتراجع كبير للدخل القومى، وانتشار شديد للفساد، وانهيار كامل للحياة السياسية والبنية الاجتماعية.
إن النتيجة الحتمية لهذا الانقلاب العسكرى الغاشم ظهرت واضحة جلية في المعاناة الشديدة لأغلب شرائح المجتمع، وكأن المقصود هو تركيع الشعب المصرى وإذلاله، وخضوعه لفئة من الفاسدين لا تراعي فيه إلاً ولا ذمة، تنهب الأموال والثروات وتحصد الملايين والمليارات من قوته الضروري، غير عابئة بأي قيم أو ضمير.
وإذا أضفنا لهذه الجرائم حجم الانتهاكات الصارخة لأجهزة الأمن فى حق أبناء الشعب، والتي تعد وفقا للقانون الدولي "جرائم ضد الإنسانية"، من تصفية وقتل وتعذيب وإرهاب ممنهج ضد شرفاء الوطن، وهذه السجون الممتلئة بعشرات الآلاف من خيرة أبناء مصر وشبابها من الأحرار والعلماء والمفكرين والمهنيين والطلاب والحرائر.
ومازال في جعبة الانقلاب قرارات جديدة تزيد من معاناة وآلام الشعب المصري، الذي يمر بحالة من الغليان، لن يسكنها أو يهدئ منها تغيير وزارى صوري، أو أبواق إعلامية فاسدة تبيع لنا الأوهام وتروج الأكاذيب، وحتما سيحدث الانفجار في النهاية إن عاجلاً أم آجلاً.
يا شعب مصر العظيم رجالا ونساءً، ويا شباب مصر الحر، لا بد أن نتحرك لإنقاذ سفينة الوطن وقد شارفت على الغرق، ولا بد أن تتوحد كل القوى لإسقاط هذا الانقلاب العسكري الغادر، وإعادة ضبط دور المؤسسة العسكرية في مهمتها التي حددها الدستور، ولابد من الأخذ على يد الظالم حتى ننقذ وطننا وأبناءنا، وأن تستعيد ثورة 25 يناير زخمها وحشودها فى كل ميادين وشوارع مصر، حتى يسترد الشعب حريته وكرامته وإرادته وثرواته، التي أهدرها الفاسدون الخونة.
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"
ويسقط يسقط حكم العسكر…
والله أكبر ولله الحمد
القاهرة في:
13 من المحرم 1438هـ
14 من أكتوبر 2016 م
اللجنة الإدارية المؤقتة للإخوان المسلمين
د. / محمد عبد الرحمن المرسي
أضف تعليقك