منذ أن تولى زعيم عصابة الانقلاب حكم البلاد قبل سنتين، ولم يجْنِ المصريون سوى الوعود المعسولة، والأماني الكاذبة، والفناكيش والمشروعات الوهمية!!
ومع ذلك ما زال مخبر أمن الدولة "أحمد موسى" يَعِد الشعب بالعسل واللبن والياقوت والمرجان، لكن هيهات هيهات؛ فقد تبخرت كل الوعود والمواعيد المعسولة التي قدمها النظام الانقلابي من خلال الأذرع الإعلامية للمعلم "عباس ترامادول"، والشئون المعنوية لعسكر كامب ديفيد، التي تمارس الإرهاب الفكري واتهام كل من يحاول الكلام أو الاعتراض أو فضح النظام الانقلابي بأنه إخوانيّ، وأنه يشارك فى المؤامرة الكونية على النظام الانقلابي!!
وبعد فشل وعجز عسكر كامب ديفيد فى سيناء، ومقتل الجنود بالعشرات كل يوم، والأزمات المتلاحقة من نقص الأدوية.. إلى لبن الأطفال.. إلى أزمة السكر.. إلى أزمة الأرز... لم يكن أمام زعيم عصابة الانقلاب إلا استدعاء تمثيلية المنشية التي نفذها الزعيم الملهم وهو يصرخ قائلا: فليقتلوني فليقتلوني.. فقد وضعت فيكم العزة.. فليقتلوني فقد وضعت فيكم الكرامة.. فليقتلوني فقد أنبت في هذا الوطن الحرية والعزة والكرامة من أجل مصر ومن أجل حرية مصر، من أجلكم ومن أجل أبنائكم ومن أجل أحفادكم!! وكأن الكرامة والعزة والحرية هي منحة وهبة من العسكر!!
فقد كشف مخبر أمن الدولة "أحمد موسى" عن مخطط لاغتيال زعيم عصابة الانقلاب ورموز كبيرة بالدولة، وقريبة من قائد الانقلاب خلال أيام قليلة، تم إجهاضها من قبل أجهزة الدولة !! وأنه خلال الساعات الماضية تم الكشف عن خطة لاغتيال قائد الانقلاب بعد عشرة أيام من الآن، ولكن أجهزة مصر اليقظة أجهضت الخطة التي كانت تستهدف قائد الانقلاب بعد عشرة أيام من اليوم، بيترتب لمصر قبل ما الإدارة الأمريكية تمشي نخرب مصر تحت أي ظرف!!
على الرغم من أن وزير خارجية الانقلاب قال: إن العلاقة مع الولايات المتحدة حيوية تشبه علاقة الزواج، وليست مجرد نزوة عابرة !! وقال: هناك صلة بين المؤامرات التي تحاك لمصر وبين قرار قائد الانقلاب بأن مصر تكون صاحبة قرار مستقل وليست تابعة لأحد، وأن رفض المخلوع إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في مصر أدى لغضب الولايات المتحدة على مبارك وقرارها بإسقاطه!! والقواعد الأمريكية فى وادي قنا وبرانيس معروفة للجميع، ومن هذه القواعد تحرك الطيران الأمريكي لقصف المدن والقرى العراقية!!
وأن العملية الإرهابية التي حدثت في سيناء كان المقرر تنفيذها في القاهرة، وأن قائد الانقلاب كان المستهدف من تلك العملية الإرهابية، ولكن جهاز المخابرات العامة كشف خلال الساعات الماضية الخطة، وأن مصر كانت أمام خيارين، استقلال قرارها، أو التصالح مع جماعة الإخوان، لكن قائد الانقلاب رفض كل عروض جماعة الإخوان، وانحاز للشعب المصري بالرغم من حجم المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها خلال الفترة الحالية!!
وقال مخبر أمن الدولة : كل هذا بسبب إصرار زعيم عصابة على أن يكون صاحب قرار مستقل، غير تابع لأحد وغير متأثر بأي دولة، وأن قرارات الدولة تكون قرارات مصرية فقط!!
والسؤال هنا: لو كان هذا الخبر صحيحا لماذا لم تعلن عنه داخلية الانقلاب ويترك لهذا المخبر ؟ كما أن تحريات الأمن الوطني التي تسلمها رئيس نيابة أمن الدولة العليا كشفت أن الإرهابيين الذين يقفون وراء مخطط محاولة اغتيال زعيم عصابة الانقلاب وبعض مسئولي القصر الجمهوري، أطلقوا خدمة على الإنترنت تزود المستخدمين بتعليمات حول كيفية تخطي عقبات رقابة الأجهزة الأمنية!!
لكن الملفت للنظر فى هذا الأمر أن نائب عام الانقلاب، تحرك بناء على هرتلة المخبر أحمد موسى عن مخطط اغتيال زعيم عصابة الانقلاب، وغدا سنسمع أن نائب عام الانقلاب سيصدر قرارا بحظر النشر فى قضية اغتيال زعيم عصابة الانقلاب حرصا على سرية التحقيق فى هذه القضية الخطيرة!! والأمر يشي بترتيب مسبق بين مخبر أمن الدولة أحمد موسى والأمن الوطني، وهذا الترتيب يشير إلى أن موسى تلقى اتصالا من الأمن، ليقوم بإشغال الرأي العام بهذه الاشتغالة الجديدة!!
بدليل أن هذا المخبر كشف عن المخطط ليلا والأمن الوطني يقدم تحرياته لنائب عام الانقلاب نهارًا!! فماذا يتوقع هذا المخبول وجهاز الأمن الوطني التابع له حين يسمع العالم بأن بلدا عرضة لعمليات اغتيالات سياسية واسعة النطاق شملت زعيم عصابة الانقلاب نفسه؟!
هل تتوقع انتعاش السياحة بهذه الاشتغالة؟!! أم نتوقع أن المستثمرين سيهرولون لنقل أموالهم إلى واحة الأمن والأمان وهم يسمعون عن هذه الفوضى الأمنية؟! أم يظن هذا الموتور وجهازه الأمني أن مثل هذه الاشتغالات والأراجيف يمكن أن تخيل على الشعب أو أن الشعب يمكن أن يأكل من هذا الهراء؟ لقد نجحت هذه الأساليب إبان الحقبة الناصرية المشؤومة نظرا لقلة الوعي آنذاك، لكنها لا يمكن أن تصلح اليوم في عصر الفضاء المفتوح والذي يكشف عن حوادث في آخر المعمورة!!
كما أن الشعب فهم هذه الاشتغالات المخابراتية، ما هي إلا وسيلة لإلهاء الشعب، فهم كانوا يعلقون آمالا عريضة على فوز الزمالك في مباراته مع صن داونز الجنوب أفريقي، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن الأجهزة الاستخباراتية الانقلابية، فلجأوا إلى هذه الأضحوكة لحشد الشعب ليخرج يرقص ويغني على أنغام بشرة خير وتسلم الأيادي.
لكن كل من رقص وغنى مِن قَبل نال جزاءه كاملا غير منقوص من القتل والاعتقال وارتفاع الأسعار والإهانة!! ومَن يدري.. فقد تكشف لنا الأيام القادمة، عن اشتغالة مخابراتية جديدة، لإخراج فيلم تنحي زعيم عصابة الانقلاب.. كما فعل الزعيم الملهم بعد نكسة 1967!
أضف تعليقك