فى لحظة مؤلمة فى عمر الوطن فوجئ المصريون بقرار قائد الانقلاب بأن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان، وأن الجيش المصرى منذ أمد بعيد كان يعسكر فيهما لأنهما يمثلان موقعين استراتيجيين ، فى الحرب ضد إسرائيل.
قرر العديد من الوطنين الاحتجاج والتظاهر ضد هذا الاستخفاف بأرض وعِرض الوطن ، فكان ما كان مع نقابة الصحفيين ونقيبها وأعضائها ، وقرر الانقلاب بالاستعابة بالبقية الباقية من مؤيديه التقليديين من أحقر طبقات وأكثرها سذاجة ووقاحة ، للتظاهر ضد المحتجين على سعدنة الجزيرتين.
انتفض إعلام الانقلاب بقيادة المناضل الناصرى مصطفى بكرى ليؤكد أن الجزيرتين سعوديتان وليستا مصريتين ، وأن كل من يعلن أنهما مصريتان فهو خائن للمسئولية وعديم الاشتراكية ، محاكاةً لسب كل معارض أيام العصر الناصرى.
ولم يقف القضاء المصرى أمام هذه القضية ، قد حكم القضاءالإدارى "محكمة اول درجة" بأن الجزيرتين مصريتان ، إلا ان هيئة قضايا الدولة وهى الممثل الشرعى للنظام والمفروض للشعب ، قد قاتلت لأن تكون الجزيرتان سعوديتان ،وذلك بالطعن على هذا الحكم أمام المحكمة الإدارية العليا.
استمر هذا النزاع القضائى ولم يتوقف ، حتى إذا ما أصاب قطار العلاقة المصرية السعودية عطل مفاجئ بسبب موقف النظام المصرى من النظام السورى المجرم وبشار الطاغية ، فانقلبت الأوضاع وتعارضت المصالح ، فتوقف الدعم بمليارات الدولارات ، وظهر الردح الإعلامى المصرى.
وفجأة حدث اليوم ما حدث ، فقد طالب المحامى خالد على خلال مرافعته اليوم أثناء نظر الاستشكال المعكوس للاستمرار فى تنفيذ حكم مصرية "تيران وصنافير" بتطبيق حكم المحكمة الأول، والذى أقر ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية ومصرية الجزيرتين، وهنا قاطعه نائب الدولة (محامى الحكومة) قائلا: "أنا لسا جاى من شرم الشيخ وتيران صنافير مصريتين"، ورأيت بعينى علم مصر مرفوعا على الجزيرتين ، فطلب أ خالد على المحامى إثبات هذا الإقرار.
وعلى ذلك فإن الأمور الخاصة بجزيرتى تيران وصنافير ستسير فى الاتجاه المعاكس ، وبالطبع فلن يكون مستغربا إذا عادت ريمة إلى عادتها القديمة ، وتحسنت العلاقة السعودية المصرية ، أن يتراجع النظام المصرى عن تراجعه ، ويؤكد مرة اخرى ان الجزيرتين سعوديتان.
وربما ينطق السيسى عجبا ، وهو طبيب الفلاسفة وفيلسوف الزعماء ، حتى يرضى جميع الأطراف أو يظن أنه سيرضيهم ، ليعلن أن جزيرة تيران مصرية وأن جزيرة صنافير سعودية ، وتحيا القومية العربية ، وتحيا مصر أم الدنيا {الأرملة}.
أضف تعليقك