سؤال يراودني كثيراً وأظن يراود الكثير من المخلصين لهذا الوطن ، ماذا جنت مصر بمحاربة الاخوان ؟ وماذا جني الشعب بمبايعته لعسكر الامس واليوم لحرب الإخوان ؟!
إذا أردنا أن نجيب علي هذه التساؤلات علينا أن نراجع تاريخ الصراع بين العسكر والإخوان ، ونتائجه العائدة علي الوطن وشعبه .سريعا ليس سردا للتاريخ _ فليس هنا مجاله _ .
عندما قام العسكر بقيادة جمال عبدالناصر وعصابته في الخمسينات والستينات وزج بالآف من الإخوان بالسجون الحربية ، وقتل المئات منهم تحت وطأة التعذيب ، واعدم العشرات بأحكام قضائية ملفقة وجائرة بمعاونة قضاة العسكر الفاسدين .
حل بوطننا الحبيب هزيمة يونيو ١٩٦٧ م التي حصدت ارواح شباب الوطن ، وخضبت دماؤهم تراب سيناء ، وفقدت عائلات مصر عوائلها ، ووجد الوطن جنوده البواسل بين شهيد او مصاب او أسير في أيدي أحفاد القردة والخنازير او مضطرب عقليا ونفسيا أو منكسر .... لما لاقاه من هزيمة نكراء .
وكذب العسكر _ كعادته _ ان السبب في الهزيمة الاسلحة الفاسدة ، لكن بعد ذلك عمنا أن السبب الحقيقي هو خيانة قادة العسكر للشعب عندما كذبوا عليه وقالوا إن الإخوان خونة وأعداء الوطن بالداخل وعملاء للخارج ، فيجب القضاءعليهم .
وخيانتهم أيضا لابنائهم من القوات المسلحة ،بالزج بهم في حرب غير معدة لها ، وذلك بسبب إنشغالهم بالحكم والسلطة وشهواتها .
والتاريخ يعيد نفسه قام عسكر اليوم بأبشع ما قام به اسلافه من إسدال التهم والتخوين والشيطنة لفصيل وطني مخلص لوطنه ولشعبه لم يري الشعب منه إلا تفاني في خدمته ، وفكر مستنير مسخر لرفعة الوطن ، ونهوض بكل مجال شارك فيه علميا او مهنيا او سياسيا او اقتصاديا ...
وفي غياب متعمد لوعي الكثير من الشعب انقض عسكر اليوم علي الإخوان والمخلصين من الوطن ما بين قتل وحرق وانتهاك للحريات ومصادرة للاموا وهتك للاعراض حتي طالت يده الي كل معارض ومؤيد .
حتي آلت الأوضاع إلي هذا التردي من إنقسام المجتمع ونزع البركة من بيننا وغياب قيم النخوة والشهامة من بينا وإنحراف الشباب أخلاقيا ونفسيا ، وابتلينا بالغلاء ونتائجه من تفكك اسري وانتحار لبعض عوائل الاسر بسبب عدم الاستطاعة والقدرة علي تلبية أساسيات الحياة .
وابتليت مصر سياسيا فاصبحت شبه دولة ، واقتصاديافأصبحت تتسول من أشباه الدول ، وعم البلاء والفساد جميع البلاد .وصدق قول الحق _ تبارك وتعالي _ ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ....) .( ..واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ..) .
وهنا أستطيع ان اقول ويقول معي الكثير من احرار الوطن نعم خسرت مصر وخسر شعبها المسكين بغياب الاخوان .
ولكن كل ما أخشاه أن يعيد التاريخ نفسه ونصاب بهزيمة نكراء من أعدائنا المتربصين بنا بسببين : الاول : لعنة الدماء والعراض والظلم ، والثاني : إنشغال العسكر عن دورهم الأساسي _ حماية الحدود _ والطمع في السلطة وشهوة الحكم .
لان الصهاينة يترقبون اللحظة المناسبة للقضاء علي ما تبقي من جيوش العرب بعد ما قضي علي الجيش العراقي والسوري واليمني والليبي ولم يبقي إلا المصري .( لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ...) .
ومن هنا ادعو الأحرار من هذا الشعب العظيم أن يهب ويمنع الكارثة الكبري التي تقضي علي ما تبقي من الوطن الذي ورثناه عن أبائنا وأجدادنا بدمائهم واروحهم ، ونوقف نزيف الدم الذي سيكون لعنته وخيمة علينا جميعا ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) .اللهم هل بلغت اللهم فاشهد .
اللهم احفظ مصرنا من يد الغدر ومن ظلم الفجار وارفع عنا ما نحن فيه من بلاء وغلاء وفساد .
أضف تعليقك