المراقب للوضع في مصر يري أن الانقلاب العسكري بقيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي عقد العزم علي اسقاط الشعب في دوامة من الأزمات حتي لايستطيع التفكير في القيام بثورة جديدة تقتلع جذور العسكر نهائيا من حكم مصر، فمن أزمة ألبان الأطفال مرورا أزمة السكر وأنتهاء حاليا بأزمة نقص الزيت والأرز، في المجمعات الاستهلاكية، حتي أصبح الحصول علي السلع الأساسية في الوقت الحالي جائزة كبرى.
كما تشهد الأسواق أزمة في أسطوانات البوتاجاز، وبوادر أزمة جديدة تطل برأسها في محطات البنزين والسولار، على خلفية وقف السعودية إمدادات البترول للعسكر، فضلا عن ارتفاع أسعار باقي السلع الأخرى التي يتم استيرادها من الخارج بسبب نقص الدولار وتهاوي قيمة الجنيه المصري.
وباتت التباين في المواقف هو العنوان الأبرز والمسيطر على حديث الشارع المصري، فالمعارضون للانقلاب يرون أن نظام السيسي فشل في توفير أبسط الاحتياجات اليومية للمواطنين، والمطبلون للعسكر يلقون اللوم على جشع التجار والمحتكرين والأساليب الاستهلاكية الخاطئة للمواطنين ويعترفون بضعف حكومة الانقلاب في مواجهة ذلك.
مراقبون: "الجيش يستولى على السكر"
يأتي ذلك فيما يرى مراقبون وفنيون عاملون بمجال انتاج الاغذية ، أن مصادرة السكر من شركة ايديتا يهدف لضرب الشركة في السوق المحلية لصالح شركات الجيش التي تواجه منتجاتها فشلا في التوزيع داخل السوق المصرية لسوء مستواها، مقارنة بانتاج شركة ايديتا.
الأخوان السبب!
لو مش لاقى أي سبب لمشكلتك قول الإخوان.. على هذا الدرب يعيش معظم المسئولين والاعلامين التابعين لحكومة الانقلاب العسكري، حيث يتم الصاق جميع التهم الي جماعة الاخوان المسلمين.
أخير راى مسئول كبير بوزارة تموين الانقلاب بأن سبب أزمة السكر بالبلاد هم جماعة الإخوان المسلمين، حيث تم رصد خلايا إخوانية تقوم بجمع السكر من المجمعات الاستهلاكية ومحلات البقالة والسوبر ماركت، علاوة على شراء كل كميات السكر المتوفرة لدى تجار الجملة والتجزئة، ثم اخفاءها لافتعال أزمة السكر الحالية.
وزير تموين العسكر "مش لازم محشي"
تصريحات تحمل الضحك للقارى،؛ ولكن تلك هي الحقيقة التي طالما يعلنها العسكر بدون استيحاء، بعد أن خرج وزير التموين في حكومة الانقلاب، اللواء أركان حرب، محمد علي مصيلحي، وأثار ضجة كبيرة إثر مطالبة مصيلحى للمصريين بالاعتماد على المكرونة بدلا من الأرز، الذي توجد أزمة فيه حاليا بسبب نقص التوريدات، وفقا لرؤية الوزير العبقري!
وحينما رد الوزير على سؤال أحد الصحفيين عن جدوى دعوته لاستبدال المكرونة بالأرز في الوجبات الأساسية بالنسبة لحالة "المحشي" (أكلة شعبية)، إذ قال الوزير: "بلاش محشي دلوقتي"، أصبح عرضة للتندر، حتى قيل: "كله إلا المحشي".
ويقابل تلك الأزمات ترويج وسائل الإعلام الموالية للانقلاب، خبرا مفاده أن الأسعار ستتراجع خلال شهرين؛ مع تنفيذ اتفاق صندوق النقد الدولي بمنح مصر 12 مليار دولار.
ثورة جياع في الطريق
وانتشرت دعوات يقودها نشطاء ومعارضون؛ تطالب بثورة للجياع، بعد تفاقم أسعار السلع والخدمات، وفرض ضريبة القيمة المضافة، وحالة الفوضى التي تعيشها الأسواق، بينما حذر أعضاء في البرلمان من ثورة شعبية بسبب موجة الغلاء.
في ظل هذا السقوط الانقلابي العسكري وجه «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» بياناً جديداً أكد فيه قلقه على قوت المصريين المفقود وكرامتهم المسلوبة وأمنهم المنتهك قائلاً إنه «بدلاً من الحفاظ على أموال الشعب الذي بالكاد يجد كيس سكر، ووقف فرض الضرائب وارتفاع الأسعار، أضاع الفاشل السيسي مال الشعب في احتفالية ضخمة لبرلمان باطل»!
أضف تعليقك