• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

نعى علماء الأمة الشيخ المحدِّث شعيب الأرناؤوط، الذي توفي مساء اليوم الخميس، في العاصمة الأردنية عمان، عن عمر ناهز الـ88 عاما، على أن تقام صلاة الجنازة على الشيخ الأرناؤوط بعد صلاة الجمعة، في مسجد الفيحاء بالشميساني في العاصمة.

وقال العلامة الفقيه الشيخ د. يوسف القرضاوي، عبر حسابه على "تويتر": "رحم الله أخانا العلامة المحقق شعيب الأرناؤوط عالم الحديث، وخادم السنة النبوية المطهرة، اللهم اغفر له وتقبله في الصالحين، وارفع درجاته في عليين".

أما الشيخ والداعية السوري أ.د. عبد الكريم بكار فقال، أيضا عبر حسابه على "الفيسبوك": "فقدت الأمة الإسلامية اليوم واحدا من أكابر علمائها هو الشيخ العلامة شعيب الأرناؤوط الدمشقي. اللهم ارحمه واغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى جراء خدمته للسنة المطهرة".

كذلك نعاه الداعية والمحدث الأردني د. إياد قنيبى، من خلال الصفحة الرسمية الخاصة به، وقال: "توفي المحدث الشيخ شعيب الأرناؤوط- رحمه الله- وجزاه خيرا على خدمة السنة النبوية المطهرة".

أما الداعية عبد المحسن الأحمد فكتب: "رب اغفر له وارحمه، واجعله ممن أصاب الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ووالدي وموتانا والمسلمين #وفاة_الشيخ_شعيب_الأرناؤوط".

أما الداعية السلفي د. محمد يسري إبراهيم فنعاه قائلا: "رحمة الله ومغفرته للمحدث الكبير الشيخ شعيب الأرناؤوط، الذي توفي الليلة، وعوض الله الأمة في فقده خيرا!".

وكتب مكاوي عبد الرحمن "عليك رحمة الله يا شيخ، هذا ممن نشهد له والله حسيبه أنه تزود فعلا للقاء الله، ادع له بالرحمة واتبع طريقه في خدمة دينه، كفى به شرفا أن حقق: سير أعلام النبلاء للذهبي، وسنن الترمذي، وسنن النسائي، ومسند الإمام أحمد بن حنبل، وغيرها الكثير".

أما الشيخ "عمير التيمي أبو عبد الملك"، فكتب عبر حسابه قائلا: "رحم الله شيخنا العلَّامة #شعيب_الأرناؤوط رحمةً واسعة...فإنَّه لم يزل على حاله في العلم والعمل إلى أن غاضَ بحره العجاج، وطفئَ سراجه الوهَّاج، جزاه الله الجزاء الأجلى، ورفع منزلته بالفردوس الأعلى". 
وأنشد في ذلك قائلا: تخلَّى عن الدُّنيا وفارقَ أنسهَا.. وما طرَفه يومًا إليها بمردودِ/ فأحسن ربُّ النَّاسِ فيه عزاءه ... وَأجُره فالأجرُ أفضلُ موجودِ".

ترجمة للشيخ

ونشر موقع "الألوكة"، المتخصص في تحقيق الحديث النبوي الشريف ونشر العلم، ترجمة للشيخ نقتطف أجزاء منها؛ حيث ولد الشيخ شعيب بن محرم الألباني الأرناؤوطي في مدينة دمشق سنة 1928، ونشأ في ظل والدية نشأة دينية خالصة، تعلم في خلالها مبادئ الإسلام، وحفظ أجزاء كثيرة من القرآن الكريم، ولعل الرغبة الصادقة في الفهم الدقيق لمعاني القرآن الكريم، وإدراك أسراره، هي من أقوى الأسباب التي دفعته إلى دراسة اللغة العربية في سن مبكرة، فمكث ما يربو على السنوات العشر يختلف إلى مساجد دمشق ومدارسها القديمة، قاصدا حلقات اللغة في علومها المختلفة، من نحو وصرف وأدب وبلاغة وما إلى ذلك.

وكانت بدايته الأولى في (المكتب الإسلامي) بدمشق سنة 1958م، حيث رأس فيه قسم التحقيق والتصحيح مدة عشرين عاما، حقق فيها أو أشرف على تحقيق ما يزيد على سبعين مجلدا من أمهات كتب التراث في شتى العلوم. ثم بدا له أن ينتقل إلى العمل مع مؤسسة الرسالة في مكتبها بعمان سنة 1982م، ليترأس من جديد قسم تحقيق التراث التابع لها، فكان عمله فيها أنضج وأرحب مدى، ويمكن القول: إن أهم إنجازاته في تحقيق التراث قد تمت في أثناء عمله في هذه المؤسسة التي تعد بحق رائدة بعث التراث العربي الإسلامي.

وتتلمذ الشيخ في علوم العربية لكبار أساتذتها وعلمائها في دمشق آنذاك، منهم الشيخ صالح الفرفور، والشيخ عارف الدوجي - اللذان كانا من تلاميذ علامة الشام في عصره الشيخ بدر الدين الحسني- فقرأ عليهم أشهر مصنفات اللغة والبلاغة العربية؛ منها: شرح ابن عقيل، و(كافية) ابن الحاجب، و(المفصل) للزمخشري، و(شذور الذهب) لابن هشام، وأسرار البلاغة و(دلائل الإعجاز) للجرجاني.

وممن قرأ عليه أيضا: الشيخ سليمان الغاوجي الألباني، الذي كان يشرح لطلابه كتاب (العوامل) للبركوي، و(الإظهار) للأطهلي، وغيرهما. بعد هذه الرحلة الطويلة الشاقة مع العربية، اتجه الشيخ لدراسة الفقه الإسلامي، فلزم أكثر من شيخ يقرأ عليه كتب الفقه، ولا سيما تلك المصنفة في الفقه الحنفي، مثل: (مراقي الفلاح) للشرنبلالي، و(الاختيار) للموصلي، و(الكتاب) للقدوري، وحاشية ابن عابدين. استغرقت دراسته للفقه سبع سنوات أخرى، تخللها دراسة أصول الفقه، وتفسير القرآن، ومصطلح الحديث، وكتب الأخلاق، وكان في تلك المرحلة قد جاوز الثلاثين. ولعل ما كتبه "بشار عواد معروف" في مقدمته لكتاب سير أعلام النبلاء في معرض حديثه عن تحقيق الكتاب، يجلي نواحي مهمة من طبيعة العمل الذي نهض به الشيخ الأرنؤوط في قسم تحقيق التراث بالمؤسسة، يقول: "ثم توج عمله- صاحب الرسالة- بأن ندب لمراجعة الكتاب والإشراف على تحقيقه، عالما بارعا، متأبها عن الشهرة، قديرا على تذليل الصعاب، فطينا لإيضاح المبهم، كفيا بتيسير العسير، هو الأستاذ المحدث الشيخ شعيب الأرناؤوط، وقد عرفت لهذا العالم فضله الكبير على هذا السفر النفيس، آثر ذي أثير حين اشترط أن يقام التحقيق على أفضل قواعده وهو اليوم فارس هذا الميدان الخطير الذي ضرب آباطه ومغابنه، واستشف بواطنه".

ولمس الشيخ- في أثناء دراسته للفقه- القصور الواضح عند شيوخه ومن عاصرهم في معرفة صحيح الحديث من سقيمه، وذلك جعله يدرك أهمية التخصص في علم السنة ليتسنى تحقيق كتبها، ومن ثم تمييز صحيحها وضعيفها، فعقد العزم على الاضطلاع بهذه المهمة الصعبة، فترك لأجلها مهنة تدريس اللغة العربية التي كان يزاولها منذ سنة 1955م، وفرغ نفسه للاشتغال بتحقيق التراث العربي الإسلامي.

تحقيقات الأرناؤوط

ومن أبرز تحقيقات الشيخ شعيب:
شرح السنة للبغوي 16 مجلدا
روضة الطالبين للنووي، بالاشتراك مع الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، 12 مجلدا.
(مهذب الأغاني) لابن منظور، 12 مجلدا.
المبدع في شرح المقنع لابن مفلح الحنبلي، 10 مجلدات.
زاد المسير في علم التفسير ابن الجوزي، بالاشتراك مع الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، 9 مجلدات.
سير أعلام النبلاء الذهبي 25 مجلدا.
سنن الترمذي الترمذي 16 مجلدا.
سنن النسائي النسائي 12 مجلدا.
سنن الدارقطني الدارقطني 5 مجلدات.
مسند الإمام أحمد بن حنبل 50 مجلدا.
تاريخ الإسلام الذهبي بالتعاون مع بشار عواد.

أضف تعليقك