• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أول من وصل هو الابن كان الخبر صادمًا توفي أبوه فجأة، وجد أمه في حالة انهيار تام.. هل استدعيتم الطبيب؟

نعم وأكد لنا أنه توفي من ساعة .. ليس معقولا ، حدثني مساء أمس.

حضرت البنات الثلاث، اجتمع الأعمام والعمتين وباقي أفراد العائلة .. انشغل الجميع بعد الصدمة الأولى بتجهيز الكفن والإعلان عن الوفاة .. صياغة الإعلان  من يكتب اسمه أولا فى النعى ، كبار العائلة وأغنياؤها يتشاورون .. أما الفقراء والبسطاء من أبناء العم فأخذوا فأسين وذهبوا إلى المقابر لتجهيز القبر .. هذه مهمتهم دائما وفقط فى مثل هذه الأحوال .. أول ما طرأ على ذهن زوجة الابن الأصغر المسافر هو انفراد أخيه بالمال السائل والتركة .. اتصلت بزوجها فورا .

أخبرته الخبر لا بد من الحضور فورا ، حق أبيك عليك أن تحضر جنازته .. ماذا يقول الناس .. هتف أحدهم إكرام الميت دفنه ، ندفنه بعد الظهر ..لابد من الانتظار إلى العصر.

ننتظر الابن المسافر بعد العصر .. العزاء غدا ..اليوم أفضل . الخيمة.. المقرئين .. لا بد من مظهر يليق معارفنا من الأعيان . صراخ أختيه وبناته الثلاث لم يتوقف .

الصراخ يؤذى الميت .. أتموا عملية الغسل .انتهوا من تجهيز القبر.. حان وقت الخروج من البيت ، أشد اللحظات تأثيرا ، بكى الإخوة والأبناء.. ارتفع صوت النساء عاليا . خرجوا به بسرعة.

خرج من بيته ولن يعود . لم يعد بيته من الأساس تناوب على حمله الناس ... ذهبوا به إلى المسجد. انتهت صلاة العصر وصلى عليه أخوه وخلفه من حضر.

الأمر يتم بسرعة ، الزوجة تحس أنها فى كابوس بات معها بالأمس فى سلام .

فوجئ الموظفون فى الإدارة التى يرأسها ، مات المدير ..كان هنا بالأمس فى كامل الصحة...هتف الوكيل من سيأتي معى للجنازة . تلفت حوله لم يتحمس الكثير للذهاب .

تذكر منذ شهر حين مات ابن عم الرجل خرجت الإدارة عن بكرة أبيها ظلوا معه طوال اليوم .

كان القبر جاهزا سار وراءه الأقارب والمعارف . أنزلوه فى القبر ، كان الكفن ككل الأكفان ... نام على الأرض مثل باقى الناس وضعوا حجرا تحت رأسه.

خرج رجل من القبر ينفض يديه ، جاء دور فقراء العائلة و الفئوس مرة أخرى ...هالوا عليه التراب بسرعة ، كانوا يعملون بحماس شديد إكراما لقريبهم الميت.

خطبة قصيرة ، استغفروا لأخيكم فإنه الآن يسأل...غفر الله لى ولكم ولمن قام وقال لا إله إلا الله .

انصرف الجميع .

بقى ابنه الاصغر قليلا من الوقت . دعا لابيه وانصرف .

بقي وحده مع الملائكة

انصرفوا جميعا إلى السرادق الدور على وجهاء العائلة . خيمة فخمة وكبيرة ومقرئي الإذاعة ، كبار الموظفين ، الأعيان ...تمالك الأبناء أعصابهم فى استقبال الناس .

حضر من حضر وانتهى الأمر .

انتهى حفل العزاء .

باتوا جميعا فى بيوتهم وبات أول ليلة له فى القبر.

مر يومان .

أتى الأعمام لتقسيم التركة بين الورثة.. لم يجدوا شيئا من المال السائل ...لم يكن هنا شيء هكذا قال الابن الأكبر.

أخرج العم ورقة فيها وصية الأب .

البيت للأبناء الذكور والأرض أيضا إلا قطعة صغيرة للبنات... قالت الأخت هذا خمس حقنا .

نظرت لها الأم .

إخوانكم لن يفرطوا فيكم ، البيت مفتوح لكم فى أى وقت ... كانت الأم شريكة فى الجريمة... سكتت البنتان.

غمغمت أخت المتوفى (هكذا فعل أبوه).

لا زال الابن الأصغر يسال عن المال السائل .

اتهم أخاه وأنكر الأخ .

أخذت الأم الحماسة لابد من بناء مسجد على روح أبيكم .

قال الابن الأكبر يكفى مبرد مياه على الطريق صدقة جارية.

حاز كل منهم نصيبه ...أصبح المال مالهم .

كان الرجل فى القبر لا زال يحاسب .

ظلوا يدعون له أياما .. سافر الابن الأصغر...انشغل الابن الأكبر.

أخذتهم الدنيا .

شغلهم المال

ظلت البنتان على عهدهما تدعوان له .

قل الدعاء الواصل للرجل شيئا فشيئا .

توقف المبرد عن العمل... حمله أحد تجار الخردة.

مرت السنوات ماتوا واحدا تلو الآخر .ماتت البنت الصغرى ....

لم يبق له شيء من الدنيا ....... لم يعد يتذكره أحد ....

أضف تعليقك