اجتمع مجلس الإدارة والخبراء بالبنك الكبير ليجدوا حلا لتهديدات اللصوص ومحاولات السرقة المتكررة للبنك، واتفقوا على اقتطاع جزء من الأرباح الكبيرة لتعيين مجموعه من الحراس والخفراء وشراء سلاح لكل منهم وزيادة مناوبات الحراسة، وحين أتى اللصوص كان الحراس بانتظارهم فطاردوهم ودارت بينهم معركه انتهت بذهاب اللصوص ومقتل أحد الحراس.
عاد الحراس مهللين مكبرين يروون الحكايات عن انتصارهم الكبير وتضحياتهم، وبطولاتهم العظيمة ونجاحهم فى حماية البنك.
قرر مجلس الإدارة تكريمهم فى حفل كبير حضره كل الملاك والمساهمين، وتم صرف مكافئات لهم وتكريم الحارس الشهيد.
وفى اجتماع مجلس الإدارة التالى دخل المديرون ليفاجئوا بالحراس يجلسون على كراسيهم ويطلبون منهم التنحى جانبا، فهم الأولى بالإدارة، فلولاهم لكان البنك قد سرق ولم يجد مجلس الإدارة ما يديره، وهم وإن كانوا موظفين عاديين بالبنك لكنهم هم من دافعوا عنه بأرواحهم ونجحوا فى حمايته فهم الأحق والأقدر على الإدارة.
حاول المدير إقناعهم بأنهم مشكورون على ما فعلوه لكنهم لا يفهمون فى التسويق والحسابات والصرافة وإدارة المال وأن وظيفتهم الحراسة هى ما تعلموه وما تم تعيينهم لأجله، وما يتقاضون أجورهم على أساسه، لكن الرد كان قاسيا تم التعامل بالقوة مع كل المعترضين واستخدموا ما معهم من سلاح فى تهديد الحاضرين وأصبحت إدارتهم للبنك أمرا واقعا.
المصيبة أن بعض أعضاء مجلس الإدارة انحازوا للحراس ضمانا للاستمرار فى العمل، والمصيبة الأكبر ان بعض المساهمين والملاك تحمسوا للحراس مع أن الأرباح بدأت تقل حتى تلاشت تماما.
والأدهى من كل ذلك أنه تم اكتشاف أن الحراس لم ينتصروا من الأساس فى معركتهم مع اللصوص وإنما نالوا علقة ساخنة وأن كل ما تم كان بتخطيط واتفاق مع عصابة اللصوص التى كانت تابعة للبنوك المنافسة.
ولا زال البنك يعمل إلي الآن تحت إدارة الخفراء التابعين للصوص يسيرون به من سئ لاسوأ لكن كبار السن من المساهمين مقتنعين باعتبار أنه على كل حال، أحسن ما نبقى زى بنوك سوريا والعراق.
أضف تعليقك