• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانيتين

نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الانخفاض الحاد في قيمة العملة وخفض الدعم على المواد الأساسية، وهي إجراءات أثارت غضب السكان في بلاد الفراعنة، وأصبحت تهدد بتجديد الاحتجاجات الاجتماعية، التي لم يهدأ لها ساكن في هذا القطر المضطرب. 

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مخططات التقشف التي أطلقها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي تضر بالسكان بدرجة أولى، وتثقل كاهلهم. كما أن خفض الحكومة للدعم عن البنزين والكهرباء أدى إلى ارتفاع أسعار هذه السلع بحوالي 50 في المئة في بعض الحالات. 

وعلاوة على ذلك، استجابت حكومة الانقلاب لشروط صندوق النقد الدولي الصارمة، وقامت بخفض قيمة الجنيه، كما رفعت من قيمة الضريبة على القيمة المضافة بزيادة تقدر بحوالي 13%. 

ونقلت الصحيفة قول علاء، أحد ساكني ضواحي القاهرة، بأنه "في الأحياء الشعبية، لا يتحدث السكان إلا عن غلاء المعيشة، كما أن أسعار المواد الأساسية ترتفع يوميا، وأحيانا في غضون ساعات. أصبح السكان في مواجهة لهذه التدابير الجديدة، دون معرفة كيفية التأقلم معها". 

وتجدر الإشارة إلى أن علاء يقطن أحد أحياء ضواحي القاهرة غير المعبدة، والمغطاة بالقمامة. كما أنه في هذه الضواحي الفقيرة المتاخمة للعاصمة، تسببت سياسة التقشف التي يفرضها قائد الانقلاب في زيادة القلق بين صفوف السكان، كما كانت لها مخلفات سلبية على الطبقة الفقيرة. 

وأوردت الصحيفة أن الضوابط الصارمة على رؤوس الأموال، التي فرضتها الحكومة في الأشهر الماضية، أصبحت تعيق شركات استيراد المنتجات الغذائية، كما أن انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار، ونقص العملة الأجنبية، زادا من حدة الأزمة الاقتصادية في مصر. 

وتعليقًا على هذه الأزمة وتداعياتها، قال المحلل الاقتصادي، ديفيد أمبوديا: إن "الانخفاض في الاستثمار الأجنبي، وعدم وجود دخل من السياحة ومن قناة السويس، اضطر الحكومة إلى خفض قيمة الجنيه؛ من أجل التصدي إلى نقص الدولار". 

وأضافت الصحيفة أنه منذ الانقلاب الذي حمل قائد الانقلاب توالت الصدمات على الشعب المصري؛ ففي الوقت الذي ما زال فيه الشعب متأثرا بصدمة الانقلاب، استفاق المصريون على خبر آخر محزن مفاده أن الدولة ستسحب دعمها عن الوقود؛ ما ترتب عليه زيادة في أسعار مختلف أنواع هذه المادة بقيمة تتراوح بين 35 و47 بالمئة. 

وبينت الصحيفة أنه في بلد يستورد فيه معظم المواد الأساسية، فإن سياسات تعويم العملة والتخفيضات على الدعم على نحو متزايد، تهدد بغرق الطبقات الشعبية في الفقر في هذا البلد، الذي يعيش فيه أكثر من 40 بالمئة من السكان على أقل من دولارين في اليوم. 

وبينت الصحيفة أن فقدان القدرة الشرائية أصبح منتشرا بين جميع الطبقات الاجتماعية، وهو ما أكدته الاحتجاجات الأخيرة لطلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة؛ بسبب ارتفاع أسعار التسجيل في هذه الجامعة المرموقة. 

ونقلت الصحيفة عن ميكائيل، أحد السكان، والذي ينتمي إلى الطبقة الوسطى في مصر، قوله إن "راتبه هو نفسه، لكن قدرته الشرائية انخفضت إلى النصف؛ لذلك أصبح من الضروري البحث عن مصادر جديدة للدخل، أو محاولة مغادرة البلاد". 

وأوردت الصحيفة أن العديد من المحللين يحذرون من توترات اجتماعية جديدة تتسبب فيها سياسة التقشف في هذه البلاد، التي لها تاريخ في الاحتجاجات، مثل "انتفاضة الخبز" عام 1977، في عهد الرئيس أنور السادات. 

وفي هذا السياق، قال علاء إن "الشعب المصري تعب من هذه الحالة، وأصبح خائفا جدا، كما أن وزارة الداخلية أصبح لها نفوذ أكثر من قبل، وباتت أشد قسوة؛ لذلك أصبح من الصعب الخروج إلى الشوارع والتظاهر". 

وفي الختام، قالت الصحيفة إنه من المتوقع أن تكون الأشهر القادمة صعبة للغاية في بلاد الفراعنة؛ لأنه من المنتظر أن يرتفع التضخم الاقتصادي إلى أكثر من 20 بالمئة، في حين أن نسبته بلغت الشهر الماضي 15 بالمئة.

أضف تعليقك