اختلف الناس حول من الداعي لثورة الغلابة؟ ومن وراءها؟ وما المقصود منها؟ ولكن بعد مرورها وانتهائها لا يختلف أحد في مشاهداتها.
ثبت للجميع أن جماعة الإخوان المسلمين لا زالت تتمتع بقوتها وحيويتها وقدرتها على المواجهة ولم تؤثر فيها الاعتقالات ولا المصادرات ولا المطاردات ولا كم البطش المهول الذي تعرضوا له.
نزولهم في الشارع في معظم أرجاء مصر ولو بأعداد ليست كبيرة أكد على تماسك الجماعة ووحدتها وقوتها.
وفي نفس الوقت غياب القوى الثورية تمامًا من المشهد وعدم تواجدها ولو برايات أحادية يطرح على المتابع سؤالاً مهمًا.. أين أنتم؟
ومن الأسئلة التي تلح على أي متابع هو أين الشعب المصري؟
والرعب الواضح لجهاز الداخلية وتسارعهم في الاعتقالات والبطش بالمتظاهرين وإن كان استخدام الرصاص الحي قد قلت وتيرته ويبدو أنهم يفضلون الآن التصفية الجسدية أثناء الاعتقالات.. هذا الرعب وذاك الحشد والذي انتهى إلى فنكوش يطرح تساؤلات ويثير علامات استفهام كثيرة.
ولهذا أتوجه برسائلي هذه إلى من ذكرتهم تجلية لحقائق وتوضيحا لمفاهيم وتعريفا بأمور لا يصح تجاوزها.
إلى الإخوان المسلمين..
• لقد أثبتت الأحداث أن الجماعة لا زالت تمتلك زمام المبادرة وأنها القوة المجتمعية الأقوى وأن الصف متماسك وأن الخلاف عارض وسرعان ما سيزول، ولهذا فإني أطلب من إخواني مايلي:
• أعلنوا عن دعوتكم وماهيتها للناس فدعوتنا إسلامية ووسائلنا إسلامية وغايتنا إسلامية وهتافنا إسلامية....إسلامية . من أراد أن يلحق بكم بهذا النداء فمرحبا به ومن تزعجه الراية فلينصرف لغيرها ولن نقبل شروطًا بتنحية رايتنا لمجرد أوهام في رؤوس البعض.
• قدركم أن يصطفيكم الله لقيادة الشعب ليتحرر من حكم العسكر الممالئين للمشروع الصهيوصليبي فلا تتراجعوا عن حمل المهمة ولا تضعفوا من ثقل التبعة ولا تتخوفوا من شدة التحدي والله مؤيدكم وناصركم.
• لا تفقدوا ثقتكم في الشعب المصري فهذا الشعب تعرض لأكبر حملة تزييف للوعي وسبقها أكبر خطة تجهيل للرأي, ولا تنسوا أن هذا الشعب هو الذي أولاكم ثقته وحملكم للمجالس النيابية وانتخب الرئيس مرسي في أقل من شهر رغم شراسة الإعلام المضاد وأتباع المصالح ونواطير النظام المخلوع..
• ابذلوا جهدكم مع الشعب بصناعة الوعي وإزالة الشبهات عنكم وقد أراد الله أن يكون هناك أنموذجا فذا للمقارنة وهي فترة حكم الرئيس مرسي وفترة تواجدكم في المجالس النيابية حيث ظهرت أمانة الرئيس والنواب والوزراء وعطاؤهم وتفانيهم ونشاطهم.
• ستأتي لحظة سيخرج الشعب فيها بثورة لا تبقي ولا تذر فتجهزوا لها واجعلوا غضبه للإسلام لا للطعام وللحرية وقيم الحق والعدالة.
• لا تكثروا من جلد ذاتكم، فنعم أخطأنا، ووضعنا الثقة في غير محلها، وتعاملنا بلين الخلق في موضع السيف وظننا خيرًا بمن هم شر من اليهود، وكانت هناك أخطاء في طريقة الإدارة واتخاذ القرار، ولكنها أخطاء كان من الممكن تداركها لو لم يكن ضدنا هذا الحشد العالمي والإقليمي والمحلي.
وليكن ما حدث فرصة لنا لتصحيح أخطائنا وتدارك أمرنا وليعلم الجميع أنها أخطاء تدور في دائرة الاجتهاد وليس في دائرة الحلال والحرام، وأمور السياسة تحتاج اجتهادات تختلف بالكلية عن أمور الدعوة.
• الفرصة أمامكم لتجهيز كوادركم وتدريب قادتكم ووضع التصور لتطوير جماعتكم والحركة العاقلة المنتظمة داخل مجتمعكم وستجدون من الله ثم من الشعب ما يثلج صدوركم.
• لا تنزعجوا من قلة عددكم، فهذا بداية تحقيق موعود الله (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ )
• اعلموا أن الأفراد يسعها ما لا يسع الجماعات وأن المبادرات الفردية والإبداعات هي من أهم ركائز العمل وتطويره وأن دور الجماعة تنظيم الجهود وليس تعطيلها، وتوجيه المجهود وليس بعثرته.
• الجماعة مسؤولية كل من فيها وكل فرد فيها مسؤول عنها وأمانة في عنقه ولا أحد فوق المتابعة أو المساءلة أو المحاسبة في ظل أدب الأخوة وخفض الجناح وحفظ الحقوق والانتصار للحق وتغليب مصلحة الجماعة كعمل إسلامي.
هذا ما أحببت أن أنصح به نفسي وإخواني وليعلم القاصى والداني أن العالم الإسلامي كله يتجه لتسليم قياده للإخوان المسلمين لما يخشاه من تداعي أعدائه عليه وخيانة حكامه.
إلى القوى الثورية..
• من الخطأ أن يشمت الشامتون بعدم نزول أحد من القوى الثورية المعروفة مثل 6 أبريل والاشتراكيون الثوريون وحركة أحرار وغيرهم لأن تعدد القوى الثورية يزيد من حيوية الثورة وقوتها.
• ولا بد أن تعلم القوى الثورية قيمة الإخوان المسلمين سواء في حماية ثورة 25 يناير أو في استمرار الثورة بعد الانقلاب.
• ومن باب إعادة الأمور لنصابها لا بد أن تعلن القوى الثورية خطأها في حق الشعب بمساندتها الانقلاب فيما يسمى مهزلة 30 يونيو وتعلن اعتذارها للدكتور الرئيس مرسي لمشاركتها في محاولات إفشاله
• ولابد للقوى الثورية أن تتحد مع مطالب الإخوان فيما يمثل المشترك بينهم وهو إسقاط العسكر وعودة الحريات.
• وأعتقد أنه من الخطأ البين أن تظل القوى الثورية على مطالبتها بعدم عودة الرئيس مرسي لأن عودة الرئيس مرسي هي أكبر ضمانة لهم فقد تمتعوا بالحرية في عهده بينما أذاقهم العسكر الويلات بعد أن أخذوا منهم مايريدون.
• وعلى القوى الثورية أن تعلم أن تحرير الشعب المصري لن يقتصر على صفحات التواصل الاجتماعي ولكن لا بد من الالتحام بالشارع.
إلى الشعب المصري..
• أراد الله أن أسافر خارج مصر ولأول مرة بعد فض رابعة بشهور قليلة- على غير ترتيب مني - وذهبت لعدة دول إسلامية واستقر بي المقام في بعضها لعدة شهور وخرجت بنتيجتين أساسيتين:
الأولى: أن الأمة الإسلامية كبيرة جدا وعظيمة جدا وتملك مقومات قوة لا حصر لها.
الثانية: أن الشعب المصري هو أكثر الشعوب المؤهلة لقيادة نهضة شاملة في العالم الإسلامي لو وجد من يقوده في الطريق الصحيح.
• ولو تأملنا تاريخ الشعب المصري لوجدنا منه ما يؤيد قولي؛ فقد تكسرت على أعتابه أطماع الصليبين والتتار والفرنسيين بقيادة بونابرت.
• وحينما ولي أمر المصريين رأس أفعى صاحب مشروع تغريبي معاد للدين وهو "محمد على" طال صراع الشعب مع الاحتلال البريطاني وحينما أوشك الاستعمار أن ينهار خرج و خلف وراءه استعمارًا بالوكالة أشد من استعمارهم وهو حكم العسكر.
• الشعب المصري هو من انتصر في حرب أكتوبر ثم تاجر العسكر بانتصاره وباعوه
• الشعب المصري ضرب أروع المثل في اعتصام التحرير في ثورة يناير وقيامه بإحباط مسلسل الفوضي الذي كان معدا له من قبل المخلوع.
• الشعب المصري يتمتع بالذكاء والتحليل المنطقي للأمور وتحليله قد يخرج في نكات لاذعة تحلل الأمر.
• نعم يتمتع الشعب المصري بصبر لا مثيل له ولكن ثورته قادمة.
• ليكن نداء "وااسلاماه" الذي انطلق في عهد سيف الدين قطز لينقذ المسلمين من التتار الهمج ليكن هو نفس النداء الذي لا بد أن يجتمع عليه المصريون لانقاذ مصر من عسكر الصهيوصليب.
• الشعب المصري لم ينزل في 11\11 لأسباب عديدة قد يكون الخوف إحداها ولكن غموض الداعي والشعور بأن هناك لعبة خلف الأمر والخوف من التلاعب به كل هذه الأمور من أسباب إحجامه.
• يا شعب مصر.. لا تصدق ما أشاعوه عنك من الجبن والخور ولكن عليك أن تعلم أنك من أفضل الشعوب مهارة وذكاء وتأقلما وشجاعة وخبرة وإعمارا ولولا ذلك لما كانت المؤامرة عليك بهذه الضخامة.
• انتفض أيها الشعب لدينك وبلدك وعروبتك وإسلامك فأمة الإسلام كلها في انتظارك
وكلمتي الأخيرة لجهاز الداخلية وأذرع الانقلاب..
إلى متى تظلون في هذا الغباء، تستخدمون من قبل قادة العسكر لتبطشوا بالشعب مقابل جنيهات يلقونها لكم وامتيازات محدودة تتمتعون بها وفي المقابل تفقدون الراحة والبركة والأمان.
ستواصلون الليل بالنهار لتمنعوا الثورة.
وتقطعون ليلكم سهرا من القلق
ونهاركم تعبا من الظلم
وفي نهاية المطاف ثورة شعبية تكونون أول حطب في نارها
لعنة الله عليكم أردنا لكم الأمان وأردتم لأنفسكم الشقاء وقريبا تندمون حيث لا ينفع ندم.
أضف تعليقك