• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

أينما وليت وجهك تجد المسلمين قتلى وجرحى وأسرى ومشردين ومنفيين وعبيدا . فهم ليسوا مثل بقية البشر الذين يحيون في أوطان منيعة توفر لهم الحرية والكرامة والأمن الحقيقي والقدرة على العمل والإنتاج والابتكار . قليل منهم هوا الذي تحقق له بعض ذلك ويظل مهددا بخطط الصليبيين ووكلائهم لحرمانهم من هذا الهامش ولينضموا إلى الكثرة الكاثرة المهيضة الجناح ، الكسيرة القلب.

من الفلبين حتى أميركا تسمع وتشاهد وتأسى على ملايين المسلمين القتلى والأرامل والنازحين واللاجئين والجوعى والأسرى في القارات كلها ، وجريمتهم أنهم ينتمون إلى دين الإسلام . فالمسلم صار شيطانا وإرهابيا ومتطرفا ومتشددا يجب سحقه والقضاء عليه لتعيش المليارات الستة غير الإسلامية في سلام ورخاء ونعيم ..  
منذ انطلقت صيحة بطرس الحافي الهمجية عام 1095  في سانت مونت كلير " إنها إرادة الله " تحثّ الجماهير الصليبية المتوحشة بالاتجاه نحو الشرق الإسلامي للقضاء على المسلمين الكفرة وتخليص قبر المسيح من أيديهم ، والصليبيون الهمج لم يكفوا يوما عن قتل المسلمين والتربص بهم ، وتسليط الوكلاء الخونة عليهم لقتل من يعارض إراداتهم الوحشية أو يرفض منهجهم الوحشي ولصوصيتهم الفاجرة، وإن عجز الوكلاء عن القيام بما يريدون تولوا بأنفسهم القيام بالمهمة ..
تأمل كيف دفعوا صدام حسين إلى الاشتباك في حرب مدمرة مع إيران لمدة ثماني سنوات وزودوا طرفي القتال بالسلاح الذي يُدفع ثمنه فورا مئات المليارات، وبعد ذلك دفعوه إلى احتلال الكويت وجهزوا لحرب قاسية مذلة خاضوها بأسلحتهم وأسلحة الآخرين وجنودهم ، ثم جاءوا مرة أخرى بجيوشهم في حرب قادها بوش الابن , أعلن عن هويتها الصليبية صراحة ، بحجة إقامة الديمقراطية ، فتم تدمير العراق الدولة، ولم يكتفوا بذلك بل دمروه حجرا وبشرا من خلال تأجيج الطائفية واختراع داعش ، ثم انتقلوا إلى سورية ليفعلوا الشيء نفسه ، واليمن وليبيا والسودان على الطريق ، ناهيك عن الصومال التي يضرب بها المثل في البؤس والفجيعة !
الوكلاء الحكام ليسوا وحدهم في خدمة الهمجية الصليبية ، ولا الكيان النازي اليهودي الذي يقوم بعملياته سرا وعلنا ، فهناك النخب العربية التي تساعد الهمجية الصليبية بحربها الوحشية على الإسلام في الصحف والإعلام والمنتديات والتعليم والثقافة والشارع ، وهذه النخب تُمنح العطايا والهبات المختلفة بدءا من الشهرة حتى الشيكات مرورا بالسفريات والمناصب وغيرها لتهجو المسلمين ليلا ونهارا ..
يطالب بعضهم بإلغاء الإسلام والمنابر وتغيير مناهج التعليم لأنها من وجهة نظر الصليبيين والوكلاء جميعا تحض على العنف والإرهاب والتطرف . ويتجاهلون أن من تعلموا في أوربة والنظم البعثية والاشتراكية والليبرالية هم الذين يقاتلون مع داعش ـ وأن الإرهاب المزعوم لم يكن قائما طوال أربعة عشر قرنا حيث يتعلم المسلمون القرآن والتفسير والحديث والفقه والتوحيد والسيرة . الوكلاء يصرون على إدانة الإسلام بعد أربعة عشر قرنا ويتناسون أن مهمة القتل هي مهمة صليبية بامتياز ، تارة تحت مسمى الاستعمار ( وهو في الحقيقة استخراب !) ، وتارات أخرى تحت مسمى محاربة والتطرف والتشدد والإرهاب والرجعية والظلامية ومعاداة الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان . صار المسلم الضحية هو الذي يحض على العنف والقتل ، أما القاتل الصليبي الحقيقي ، فلا يشير إليه أحد لأنه رائد الحداثة والتنوير.
لقد تفنن الصليبيون بأجهزتهم السرية في صناعة الانقلابات العسكرية ، وتمويل الحركات المعادية للإسلام ، وإشعال نيران الفتن الطائفية والعرقية والمذهبية ، وحولوا المسلمين إلى وقود لنار لا تخبوا ، ودماء جارية لا تتوقف ، وسلطوا عليهم الخونة والجهلاء والمرضى النفسيين والمرتزقة الذين لديهم استعداد لبيع أمهاتهم من أجل المال ، وهؤلاء جميعا لديهم قابلية للاستعمار والعبودية والتبعية والعار!
خذ مثلا موقفهم المخزي من نجاح الصليبي دونالد ترامب وتفضيله على منافسته الصليبية هيلاري كلينتون . لقد كان معيار ترحيبهم بفوزه وسعادتهم بنجاحه رئيسا لأميركا أنه يؤيد الوكلاء والانقلابات والأتباع . لم ينظروا إلى أن ترامب وكلينتون كلاهما صليبي همجي تجاه المسلمين لا يرقب فيهم إلا ولا ذمة ، بل يؤمن أن القضاء على شوكتهم وثروتهم ووحدتهم ومستقبلهم هو الهدف الذي تعمل عليه الصليبية منذ عشرة قرون وستعمل عليه إلى ما شاء الله . للأسف تناسوا أن ترامب العنصري القبيح أعلنها صريحة : دعم الكيان النازي اليهودي الغاصب . إعلان القدس عاصمة لهذا الكيان ونقل السفارة الأميركية إليها . إذا أراد أهل الخليج الحماية فليدفعوا ثمن حمايتهم . منع المسلمين من دخول أميركا وطرد المقيمين فيها . ...
لقد تناسى الوكلاء أن ترامب وهيلاري وبقية الحكام الصليبيين ينظرون إليهم نظرة دونية تعدهم مجرد منفذين لإرادتهم الشريرة ضد شعوب الأمة الإسلامية ، وأنهم مجرد أتباع لا قيمة لهم ، ولن أزيد أكثر من ذلك في تفصيل هذه النظرة .
تقدم لنا النخبة الموالية للصليبيين مثلا الكاتب الفرنسي الأشهر فولتير بوصفه نصيرا للحريات ، وأنه على استعداد لدفع حياته ثمنا كي يعبر الآخرون عن آرائهم وأفكارهم ، ولكن هذا الكاتب الذي يعدونه رائدا للتنوير والنهضة في أوروبا ، ألف مسرحية شديدة العداء والتعصب ضد الإسلام والمسلمين اسمها " محمد " ، ولم يذكر الوكلاء عنها شيئا لتزييف حالة ثقافية تؤكد ولاءهم للهمجية الصليبية !
توماس جيفرسون أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية اقتني نسخة من المصحف في مكتبته للتضليل والخداع ، بينما فاقت كراهيته للإسلام كل الحدود ولم يكن يخافت بأنه يراه دينا خاطئا .
للأسف الشديد فإن الوكلاء عندنا يخشون أن يستخدموا  عقولهم أو أوليات الاستفهام والكشف العلمي في استطلاع طبيعة الفكر الصليبي الهمجي ، في الوقت الذي يكيلون فيه الاتهامات للإسلام والمسلمين بالقصور والعدوانية والتخلف والظلامية .
تأمل موقف النخب من الوحشية الصليبية في العراق وسورية . إنهم يرددون ما يقوله القاتل الصليبي بكل خطاياه ومنافاته للعقل والمنطق . فالصليبيون يقتلون الشعبين العراقي والسوري ، والذريعة محاربة الإرهاب فهل تدمير المستشفيات والمدارس والبيوت والأسواق وقتل الأطفال والنساء تقضي على الإرهاب حقا ؟ الصليبيون الهمج يقتلوننا لأننا سمحنا لهم بذلك !
الله مولانا . اللهم فرج كرب المظلومين . اللهم عليك بالظالمين وأتباعهم

أضف تعليقك