علمونا فى الجغرافيا أن مساحة مصر مليون كيلو متر مربع، ولكن اتضح أن هذا غير صحيح بالمرة، وإنما مساحة مصر فى الوقت الحالى حوالى 100 ألف كيلو متر مربع فقط وهى الدلتا وشرقها وغربها والقاهرة والإسكندرية والشريط الضيق على على جانبى النيل وصولا إلى حدود السودان، تلك فقط هى الأراضى المسموح للمصريين أن يتوارثوها ويتملكوها، يسكنونها ويتمددون فيها وينشئون بيوتهم الجديدة عليها.
أما باقى المساحة وهى 900 ألف كيلو متر مربع فهى فى الحقيقة لم تعد للمصريين وإنما أراضى محتلة من طرف دولةأخ تسمى دولة الجيش، وهى تشمل باقى مساحة مصر القديمة حيث الصحراء الشرقية والغربية على اتساعهما وسيناء بمساحتها الكبيرة والمياه الإقليمية لمصر قبل الاحتلال، حيث أن كل هذه الأراضى لا ولاية لأحد عليها ولا يتملكها مواطنون ولا يتم إقامة أية منشآت فيها إلا ولاية الجيش وملكية الجيش وما يقرره الجيش ومنشآت دولة الجيش.
ودولة الجيش المحتلة لمصر هذه شأنها شأن كل المحتلين لا تسمى نفسها احتلالا وانما مثلما تسمى اسرائيل نفسها استيطانا ومثلما كان يطلق الإنجليز والفرنسيون على ما فعلوه بالدول العربية استعمارا وكما أطلقت أمريكا على احتلال العراق حرب تحرير العراق، فإن دولة العسكر المحتلة لمصر أطلقت على نفسها الجيش المصرى وتسمى احتلالها لمصر ثورة على الاستعمار الإنجليزى.
ودولة الجيش هذه على اتساع أراضيها إلا انها قليلة السكان حيث أن الحاصلين على جنسيتها بعائلاتهم بخداميهم وعائلاتهم أيضا لا يزيد عددهم عن 3 مليون نسمة.
لكن الغريب أنهم جميعا يقيمون ويمتلكون بيوتا وقصورا فى دولة مصر يقيمون فيها ويزاحمون التسعين مليون مصرى، مع احتفاظهم باستراحاتهم وأماكنهم واقطاعاتهم وامتيازاتهم فى دولتهم.
ولدولة الجيش المحتلة هذه نوادى و مستشفيات خاصة بمواطنيها داخل الدولة المصرية ولها محاكمها الخاصة أيضا التى تحكم فى أى نزاع بين مواطنيها وبعضهم أو بينهم وبين مواطنى الدولة المصرية.
كما أن دولة الجيش تسيطر على منافذ ومعابر ومطارات الدولة المصرية وربما يعمل فى هذه الأماكن بعض المصريين إلا أنهم يعملون تحت سيطرة مواطنى دولة الجيش كما يعمل بعض الفلسطينيين فى موانيهم ومعابرهم تحت سيطرة المستوطنين اليهود .
ولدولة الجيش سفارات فى كل مدينة من مدن مصر لضمان سير الأمور بما يخدم مصالح دولة الجيش الكثيرة فى مصر، كما أنها تفرض على أبناء المصريين بصرف النظر عن مؤهلاتهم خدمة إلزامية فى دولة الجيش ليعملوا عندها بالسخرة وبأجر زهيد فى الأعمال التى يحددونها لهم وليس لهم أن يعترضوا فيعملون فى اعمال مشروعات دولة الجيش سواء التى على اراضى دولتهم او على أراضى دولة مصر المجاورة، ومنهم من يعمل فى خدمة بيوت الضباط وزوجاتهم وأولادهم.
ولقد قامت ثورة فى مصر فى 25 يناير 2011 كان هدفها إجلاء المحتل العسكرى عن الأراضى المصرية، وإعادة أراضى مصر القديمة المسروقة إلى سكانها الأصليين، إلا أن شعب دولة الجيش المسلح لا زال يقف بالمرصاد لهذه الثورة بمعاونة الطابور الخامس أتباع المحتلين فى كل عصر والمستعدين دائما لبيع أوطانهم وإخوانهم لمن يمتلك المال والسلاح .
ولكن بما أن المصريين أدركوا أخيرا أن هذا ليس الجيش المصرى وإنما احتلالا، وأن من يحكمون بلادهم ليسوا إلا محتلين وأن أراضى مصر القديمة لم تعد أراضيهم فثورة المصريين مستمرة حتى جلاء المحتل .
وكحالة كل الدول التى تقع تحت الاحتلال فلقد سقط فى مصر الآلاف من الشهداء على يد المحتل العسكرى واعتقل عشرات الآلاف وطورد ونفى مئات الآلاف كما حدث من قبل مع الاحتلال الانجليزى وكما يحدث فى فلسطين مع الاحتلال الصهيوني.
لكنه وكما تخلص المصريون من قبل من الإنجليز، فإنه إن عاجلا وإن آجلا سوف يتخلص المصريون من هذا المحتل البغيض ويصلون إلى الاستقلال التام ويذيقون المحتلين الموت الزؤام .
أضف تعليقك